ـ(229)ـ
الإسلامي من تمزق، ثم يهجو أولئك الّذين أنزلوا بالأمة هذه المصائب، فيقول: إنهم المستهترون الذي تحكموا في رقاب الأمة ومن لف لفهم.
"دول المستهترين" ما أجمله من تعبير، ينم عن فهم رائع لخصائص الحكم والحاكم في نظر هذا المسلم المتعلم في مدرسة أهل البيت.
ثم يشيد الشاعر بذكر أهل البيت، باعتبار أن حبهم فريضة الهية بعد الصوم والصلاة، ويعلن كرهه لبني مروان وبني أمية (بني الزرقاء، والعبلات، وهند) لأنهم"أولو الكفر في الإسلام والفجرات"، ولانهم "نقضوا عهد الكتاب وفرضه".
ثم انظر في الأبيات التالية ـ معياره ـ في مدح أهل البيت:
فيا وارثي علم النبي، وآله عليكم سلام دائم النفحات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها متى عهدها بالصوم والصلوات
وأين الأولى شطت بهم غربة النوى افانين في الآفاق مفترقات
هم أهل ميراث النبي إذ اعتزوا وهم خير سادات وخير حماة
مطاعيم في الإعسار في كلّ مشهد لقد شرفوا بالفضل والبركات
وانظر كيف يهجو أعداءهم:
وما الناس إلاّ حاسد ومكذب ومضطعن ذو إحنة وترات
إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر ويوم حنين أسبلوا العبرات
وكيف يحبون الني ورهطه؟ وهم تركوا أحشاءهم وغرات ؟
لقد لا ينوه في المقال وأضمروا قلوباً على الأحقاد منطويات
أعداء أهل البيت ـ إذن ـ هم أعداء النبي وأعداء الرسالة الإسلاميّة ، من الذين هزمهم الإسلام في بدر وخيبر وحنين، فاستسلموا يوم الفتح وقلوبهم تنطوي على الأحقاد.
هذا المنطق الإسلامي في المدح والهجاء نراه على طول تاريخ الشعر الشيعي.