ـ(153)ـ
ورواتهم قبل الفترة المذكورة، ولا بعدها أن يكتبوا عن أئمتهم ـ عليه السلام ـ إلاّ كتباً قليلة، وبسبب العنت السياسي والظروف السياسية القاسية خارج هذه الفترة الذهبية لم تثبت كتاباتهم وخفيت عنا آثارهم، وكتبهم، ولا نعرف من حالهم إلاّ بمن روى عنه الحديث أو بمن أخذ عنهم.
ويضيف صاحب الذريعة:
إنّ الشيخ أبا العباس بن عقدة ت 333 هـ جمع في رجاله من ثقات الإمام الصادق عليه السلام ، ومعاريفهم أربعة آلاف رجل، أوردهم الشيخ الطوسي في رجاله، وهناك كتب رجالية كثيرة أخرى عنيت بالموضوع نفسه، وعدت هذه الكتب أربعة آلاف وخمسمائة رجل، وبالمقابلة بين هذه الأقوال، والكتب الرجالية، والروايات يتشخص بالمعلوم الإجمالي من أن تاريخ جل الأصول كان في عصر أصحاب الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ(1).
ويذكر العلامة المامقاني:
إنّ المعروف على السنة العلماء، وكتبهم أن الأصول الأربعمائة جمعت في عهد مولانا الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ ، أو في عهد الصادقين ـ عليهما السلام ـ، أو في عهد الصادق والكاظم ـ عليهم السلام ـ(2).
ولا تعارض في قول الشيخ المفيد مع الأقوال التي ذكرناها لعلمائنا الآخرين في هذا المبحث، فأن ظاهر مراده: أن الأصول لم تؤلف خارج هذه الفترة من حياة أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ، إلى حياة الإمام الحسن العسكري ـ عليه السلام ـ كما أنّه لم يرد حصر جميع مصنفات الأصحاب في هذه الكتب الموسومة بالأصول، كيف وهو أعلم بكتبهم، وبأحوال المصنفين منهم كفضل بن شاذان الذي لـه مائة وثمانون كتاباً، وهشام الكلبي المؤلف لأكثر من مائتي كتاب، وابن أبي عمير الذي لـه تسعون كتاباً، وابن دؤل الذي لـه مائة كتاب، وآخرين كثيرين(3).
__________________________________
1 ـ الذريعة 2: 131 ـ 133.
2 ـ تلخيص مقباس الهداية ص: 159.
3 ـ كليات في علم الرجال ص: 483 والذريعة 2: 130 ـ 131.