ـ(13)ـ
وقد وردت روايات من طرق كثيرة، أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولكن ابن عباس (رضي الله عنه) أجاب بأن هذا النهر وهو من بين الخير الكثير الذي أوتيه رسول الله ـ فهو كوثر من الكوثر(1).
لقد أحسن الشهيد سيد قطب حين ذكر أن النهر الذي في الجنة الذي أعطيه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ هو كوثر من الكوثر اعتماداً على قول الصحابي الجليل عبدالله بن العباس (رضي الله عنه)، الذي تبناه.
ومن أجل ذلك، فإن اختلاف المفسرين فيما هو الكوثر إنّما يكون من باب تعداد المصاديق، وليس من باب ذكر المفهوم الوحيد للكوثر على الأرجح.
وهانحن أولاء نذكر طرفاً مما ذكره المفسرون: (2).
فالكوثر: نهر في الجنة كما هو رأي عائشة وعبد الله بن عمر وابن عباس والإمام جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ .
والكوثر: حوض النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ الذي يرده الناس يوم القيامة كما ورد عن عطاء وأنس بن مالك.
والكوثر: الخير الكثير كما ورد عن ابن عباس وسعيد ابن جبير ومجاهد.
والكوثر: النبوة كما ورد عن عكرمة.
والكوثر: هو القرآن كما ورد عن الحسن البصري.
والكوثر: كثرة الأصحاب والأشياع كما ورد عن أبي بكر بن عياش.
والكوثر: شفاعة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ لأمته كما هو عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ .
والكوثر: كثرة النسل والذرية عن جمع من العلماء والمفسرين.
__________________________________
1 ـ في ظلال القرآن ـ مجلد 6 ـ تفسير سورة الكوثر وحديث ابن عباس المذكور رواه البخاري وابن جرير والحاكم النيسابوري في المستدرك عن أبي بشر عن سعيد بن جبير وذكره السيوطي في الدر المنثور.
2 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ـ الطبرسي ـ تفسير سورة الكوثر ونور الثقلين للشيخ عبد علي العروسي الحويزي ج 5 تفسير سورة الكوثر.