ـ(72)ـ
عامة أهل اللسان العارفين بالفصيح من لغة العرب. ومن هذا القبيل: الروايات التي أمرت بعرض الشروط على كتاب الله ورد ما خالفه منها.
4 ـ استدلالات الأئمة ـ عليهم السلام ـ على جملة من الأحكام الشرعية وغيرها بالآيات القرآنية)(1)، ثم أورد جملة من هذه الاستدلالات.
وفي مقام توضيح المراد من تفسير القرآن يقول السيد الخوئي: (التفسير: هو إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان، ولا على شيءٍ لم يثبت أنّه حجة من طريق العقل، أو من طريق الشرع؛ للنهي عن اتباع الظن، وحرمة إسناد شيءٍ إلى الله بغير إذنه...)(2).
ويقول أيضاً: (ولا بد للمفسر من أن يتبع الظواهر التي يفهمها العربي الصحيح، ـ وقد بينا لك حجية الظواهر أو يتبع ما حكم به العقل الفطري الصحيح، فإنه حجة من الداخل، كما أن النبي حجة من الخارج. أو يتبع ما ثبت عن المعصومين ـ عليهم السلام ـ فإنهم المراجع في الدين، والذين أوصى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بوجوب التمسك بهم، فقال: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إنّ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً..." (3).
وبالإضافة إلى تدليل علماء الشيعة بحجية ظواهر الكتاب العزيز، فإنهم ذكروا مبحث حجية الظواهر بشكل عام في كتبهم الأصولية، وكتاباتهم في هذا المجال تشهد على مدى التطور الكبير الذي أحرزه علم الأصول عند الشيعة. ومن أراد أن يستوضح رأي الشيعة الإمامية في حجية الظواهر فعليه بمراجعة كتبهم ومؤلفاتهم الأصولية، فإنها صريحة في إثبات ذلك)(4).
الحقيقة الرابعة: أن منهج التفسير الباطني للكلمات والنصوص الدينية ومظاهر الوجود، والذي أكثر ما يتجلى في التفسير الباطني للقرآن بواسطة أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ، لم يتحول في أية لحظة من لحظات تاريخ التشيع الإثني عشري إلى وسيلة تستبطن هدم
__________________________________
1 ـ البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي: 282.
2 ـ المصدر نفسه: 421.
3 ـ المصدر السابق 422.
4 ـ أصول الفقه لمحمد رضا المظفر 3: بحث حجية الظواهر.