ـ(209)ـ
الإنابة في كلمات العرافين:
قال العارف أبو إسماعيل عبد الله الأنصاري: (الإنابة: الرجوع إلى الحق اصطلاحاً كما رجع إليه اعتذاراً، والرجوع إليه وفاء ما رجع إليه عهداً، والرجوع إليه حالاً كما رجع إليه إجابة)(1).
وقال الشريف علي بن محمّد الجر جاني: (الإنابة: إخراج القلب من ظلمات الشبهات والرجوع من الكل إلى من لـه الكل، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الوحشة إلى الأنس)(2).
وقال ابن القيم: (ومن علامات الإنابة: ترك الاستهانة بأهل الغفلة، والخوف عليهم، مع فتح باب الرجاء لنفسك، فترجو الرحمة وتخشى على أهل الغفلة والنقمة، ولكن أرج لهم الرحمة، وأخش على نفسك النقمة، وإن كنت لابد مستهيناً بهم، ماقتاً لهم، لانكشاف أحوالهم لك ورؤية ما هم عليه، فكن لنفسك أشد مقتاً منك لهم، وكن أرجى لهم لرحمة الله منك لنفسك)(3).
وقال النراقي في ذكره للإنابة: (الإنابة: هي الرجوع عن المباحات)(4).
وقال عفيف الدين التلمساني في تعليقه على منازل السائرين: (إنّ الإنابة هي: الرجوع إلى الله في إصلاح الطاعة، كما رجعت إليه في الاعتذار عن المعصية عند التوبة)(5).
وقال العلامة الفيلسوف الطباطبائي في معنى الإنابة: (الإنابة إلى الله: الرجوع إليه، وهو التوبة)(6).
وقال محمّد رضا الطباطبائي اليزدي في الإنابة: (إنها الرجوع عن المباحات إليه تبارك وتعالى، وهي رجوع عن كلّ شيءٍ ما سوى الله، والإقبال عليه بالسر والقول
__________________________________
1 ـ الزمر: 17 ـ 18.
2 ـ منازل السائرين: 77.
3 ـ التعريفات للجرجاني: 17.
4 ـ مجلة العرفان، العدد التاسع، شوال (1392 هـ.ق).
5 ـ جامع السعادات 3: 89.
6 ـ منازل السائرين: 77.