ـ(208)ـ
ج ـ تحرض على قبول الحق، ورفض العناد من خلال حدوث حالة من الصفاء الواعي والوداعة الطيبة في قلب العبد السالك، تجعله راضياً بالحق، قابلاً لـه، منكراً ورافضاً العناد الذي يحدث في النفس حالةً من الانزعاج التام وعدم الطمأنينة والرضا بفعل الله تبارك اسمه، قال الله تبارك وتعالى:
[وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه أنيب](1).
وقال تعالى: [شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب](2).
هـ إنها تحدث في النفس حالة من الخشية والتوكل الدائم والمستمر على الله في كلّ شيءٍ، وطلب المغفرة منه؛ لما تركته هذه الحالة من الرجوع إليه تبارك وتعالى من الطمع والرغبة في فضله ورحمته تبارك اسمه، قال تعالى: [وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد _ هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ _ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب](3).
و ـ تزف البشرى والنعمة من الخالق سبحانه وتعالى لعباده المنيبين بأنهم على الهدى وعلى الصراط، وهم أهل الألباب، وذوي الفطنة والحكمة والتلقي والأخذ وحسن الاستماع من جراء تحقق معنى الإنابة في قلوبهم وذواتهم، قال تعالى: [والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد _ الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ](4).
__________________________________
1 ـ الشورى: 10.
2 ـ الشورى: 13.
3 ـ غافر: 13.
4 ـ ق: 31 ـ 33.