ـ(206)ـ
أ ـ الحب لـه، وفيه، ومن أجله تبارك اسمه.
ب ـ الخضوع لـه، والتذلل إليه سبحان وتعالى.
ج ـ الإقبال والتوجه نحوه بالكل؛ لأنه أهل لذلك.
د ـ ترك وهجر، والإعراض عما سواه.
فاجتماع هذه الألطاف وهذه الخصوصيات في اسمه "المنيب" تعطي للسالك القاصد معنى الإنابة الحقيقية التي تورث الحب، وتعطي العبد المعرفة بنفسه وبربه قال تعالى: [وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت واليه أنيب](1). فالوصول إلى تلك المقامات والتمتع بتلك الحالات لا يكون إلاّ بتوفيق الله ولطفه،والإقبال عليه، والتضرع والخشية منه في كلّ حالةٍ، وفي كلّ طرفة عين، ومع حالات القلب المختلفة وخوطره الكثيرة.

كيف تتحقق الإنابة؟
لا يبلغ العبد درجة الإنابة إلاّ بعد اجتياز جملة من المراحل والحالات التي لابد من المجاهدة وترويض النفس فيها، لحصول معنى الإنابة الصادقة في النفس، ومن خلال ملاحظة لجملة من الشروط والآداب والاجتهاد في فهمها وتحقيقها في القلب، حتّى تكون ملاكاً للنفس وحالة دائمة ومستقرة فيها:
1 ـ ترك التبعات والخروج منها بالتوبة الصادقة والاستغفار الحقيقي، من خلال الإقبال على الله ـ تبارك اسمه ـ بحقيقة النفس، حتّى يستغرق القلب في فكره تبارك وتعال.
2 ـ إظهار التألم والتوجع للسقطات والعثرات، من خلال ذكر الله تبارك وتعالى، وعدم الغفلة عنه، واليقظة الكاملة والتامة، وذكر آلائه ونعمه، وأن يكون العبد دائم الذكر لأهل طاعته ومحبته.
3 ـ وأن يواظب على طاعته وعبادته، ويستدرك ما فاته من الطاعات والخروج
__________________________________
1 ـ هود: 88.