ـ(20)ـ
والموجودات من حيث الجلالة والقدر، وقابلية العقل والتمييز التي اختصا بها.
2 و 3 ـ (إنهما مثقلان بثقل التكليف والمعاصي، أو إنّ يعد الإنسان ثقيلاً بالأصالة، والآخر ثقيل أيضاً بالمجاورة مجازاً)(1).
ويقول صاحب التفسير الكبير: (إنّ كلمة ثقل جاءت ـ بمعنى: الشيء النفيس والقيم، أو إنّ وزنه ثقيل)(2).
والطبرسي بعد ذكره لهذا المعنى يقول: (ومنه الحديث: "إني تارك فيكم الثقلين")(3).
وفي "النهاية" لابن الأثير ضبط هذا الحديث بحركة الثقلين، ويقول: (فأما انهما ثقلان إعظاماً لقدرهما، وتفخيماً لشانهما، والثقل في غير هذا: متاع المسافر)(4).
ويقول صاحب مجمع البحرين: (والثقل: واحد الأثقال، وفي الحديث: "إني تارك فيكم الثقلين" قيل سميا بذلك لأن العمل بهما ثقيل، وقيل: من الثقل بالتحريك: متاع المسافر... ـ إلى إنّ يقول ـ: وفي حديث النبي: "إنّ لكل نبي أهلاً وثقلاً" وهؤلاء ـ يعني: علياً وفاطمة والحسن والحسين ـ أهل بيتي وثقلى"(5).
وجاء في نهج البلاغة: (الثقل الأكبر والثقل الأصغر)(6). وحمل الدكتور صبحي الصالح ذلك على حديث الثقلين.
وبهذا لا توجد وحدة رأي بين العلماء من أهل اللغة والأدب والحديث والتفسير؛ لأن ثقل وثقل كلاهما جاءا بمعنى: متاع المسافر، والشيء الثقيل، وأثقال أخذت أيضاً:
جمع ثقل أو ثقل على الخلاف بينهم.
وخلاصة القول: إنه سواء كان الثقل بالفتح أو الكسر فيمكن استفادة معنى متحدٍ
__________________________________
1 ـ تفسير البيضاوي 2: 44.
2 ـ التفسير الكبير 9: 112.
3 ـ مجمع البيان 8: 275، و 9: 204، ومستدرك الصحيحين 3: 161.
4 ـ النهاية 6: 217..
5 ـ مجمع البحرين 5: 330.
6 ـ نهج البلاغة: 597، والنسخة بإعداد الدكتور صبحي الصالح: 120، الخطبة 87، والمعجم الكبير للطبراني: 137 مخطوط، ومناقب الفارابي: 234.