ـ(19)ـ
أهل البيت عليهم السلام.. وبعد عدة رسائل ومراجعات جرت بين الطرفين تطرق خلال كلامه لمسألة الحكومة والخلافة، وبين عقيدة الشيعة وأدلتهم في خصوص هذه المسألة، وهذا عمل يستحق صاحبه الإكبار لأصالته، إذ كانت كتبه مورد عناية ومطالعة العلماء والفضلاء، خصوصاً أستاذنا المرحوم آية الله البروجردي. وكم كنت أرى كتاب "الفصول المهمة في تأليف الأمة" من كتب السيد شرف الدين مطروحاً على منضدته وكرسيه، حيث كان يطالعها في كلّ فرصة تسنح لـه.
بعد هذين العلمين رأينا تأكيد الإمام الخميني رضى الله عنه في بداية وصيته المهمة على حديث الثقلين، إذ يقول: "على علماء المسلمين إنّ يجيبوا عليه". ويعتبر هذا بحد ذاته اتباعاً لرسول الله الذي كرر هذا الحديث في أماكن مهمة، ومن ضمنها: في حجة الوداع، وفي وصاياه في أواخر عمره الشريف.
إنّ الاختلاف في لفظ الحديث وتكراره في يوم الغدير وحجة الوداع وغير ذلك من المشاهد هو دليل على الأهمية التي كان يُوليها الرسول لهذا الحديث، أي للكتاب والعترة، حيث اعتبر العترة خلفاءه وورثة علمه؛ كي لا يبقى المسلمون بعد الرسول حائرين، ويرجعوا في حل مشاكلهم إلى هذين الأصلين.
ضبط كلمة "الثقلين":
منذ زمن بعيد كان الناس يقرأون "الثقلين" بكسر الثاء وسكون القاف، كما يقرأها الخطباء والمحدثون، ولقد سمعت لأول مرة المرحوم آية الله البروجردي رضى الله عنه يتلفظها في الدرس وغيره بفتح التاء والقاف: (ثقلين). ولكن وبعد مراجعنا لكتب الحديث والتفسير واللغة وجدنا فيها ما يأتي:
يقول أكثر المفسرين في ذيل هذه الآية [سنفرغ لكم أيها الثقلان](1): إنّ المراد من الثقلين: الجن والإنس، ومناسبة هذا الاسم أحد ثلاثة أوجه:
1 ـ إنّ الإنس والجن هما سبب ثقل الأرض نسبة إلى سائر الحيوانات
__________________________________
1 ـ الرحمن: 31.