ـ(18)ـ
الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ أعتبر أئمة أهل البيت عليهم السلام هم المراجع للمسلمين فيما يحتاج إليه من علوم الشريعة، وأن المسلمين كانوا يعتبرون القرآن والسنة في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ هما الحجة والسند. وأما بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ فإن كتاب الله والعترة الطاهرة هما الحجة، فإن العترة هم المعبرون عن سنة الرسول فيجب على المسلمين الرجوع إليهما وإذا استطعنا إنّ نثبت هذا الموضوع فإن المسلمين سوف يتحدون على الأقل في حاجاتهم إلى المسائل العلمية والمعارف والقوانين الإسلاميّة، وخصوصاً في الأحكام الفرعية والمسائل الفقهية المتنازع فيها بين المذاهب.
وإذا بقيت هناك اختلافات فهي كالاختلافات البسيطة الموجودة بين مراجع الشيعة مع بعضهم، وبين أئمة المذاهب أنفسهم وسوف يرتفع الاختلاف في الأصول، وهذا هو أفضل السبل لوحدة المسلمين.
أما بحث الخلافة: فبالإضافة إلى ما يمتاز به من حسياسيةٍ تاريخية فإنه يمنع من الوصول إلى الاتفاق، بل يزيد في دائرة الخلاف.
نعم، إنّ من المسائل المهمة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالولاية والحكومة هي:
مسألة ولاية الفقيه التي طرحها الإمام الخميني رضي الله عنه وطبقها في إيران فقد غيرت في هذا البحث أساسه مثل: كثير من المسائل والمفاهيم الإسلاميّة الأخرى التي استطاع الإمام بتحركه هذا إنّ يوجد تحولاً عظيماً فيها، فعليه يجب بحث تلك المسائل من جديد، ومن بينها: مسائل الحكومة الإسلامية ن على إنّ يبتعد بحث هذا الموضوع عن الطائفية السابقة والمشاجرات التي وقعت بين الشيعة والسنة ويطرح بعنوان "بحث ولاية الفقيه على نطاق المذاهب الإسلاميّة عامة".
ومن علمائنا الّذين بحثوا في هذا المجال ـ أي: حجية قول العترة ـ المرحوم العلامة الكبير السيد شرف الدين العاملي في كتابه القيم "المراجعات" (1)، حيث بدأ بحثه مع المرحوم "الشيخ سليم البشري" شيخ الجامع الأزهر في زمانه بمسألة حجية ومستند قول
__________________________________
1 ـ جامع أحاديث الشيعة 1: 258.