ـ(185)ـ
فليس بمعجز في الأرض وليس لـه من دونه أولياء)(1).
أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
9 ـ وأنا إدريس بن عبد الله، بن الحسن، بن الحسن، بن علي بن أبي طالب، عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ورسول الله وعلي بن أبي طالب جداي، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة عماي، وخديجة الصديقة، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاي، وفاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وفاطمة بنت الحسين سيد ذراري النبيين أماي، والحسن والحسين ابنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أبواي، ومحمد وإبراهيم أبناء عبد الله المهدي والزكي أخواي.
10 ـ هذه دعوتي العادلة غير الجائرة، فمن أجابني فله مالي، وعليه ما علي، ومن أبي فحظه أخطأ، وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة أني لم أسفك لـه دماً، ولا استحللت محرماً، ولا مالاً، وأستشهدك يا أكبر الشاهدين، وأستشهد جبريل وميكائيل أني أول من أجاب وأناب.
فلبيك، اللهم لبيك، مزجي السحاب، وهازم الأحزاب، مصير الجبال سراباً، بعد أن كانت صماً صلاباً...أسألك النصر لولد نبيك، إنك على كلّ شيء قدير، والسلام وصلى الله على محمّد وآله وسلم".
ملاحظات الأستاذ علال الفاسي:
الغريب أن الأستاذ المجاهد بعد أن نشر الوثيقة استنتج منها أن إدريس الأول ما كان شيعياً، بل إماما من أئمة السنة، لما في خطبته من مفاهيم توحيدية لا تشبه ما عند "المعتزلة"، ولان الإمام مالكاً بايع أخاه محمداً، ومالك لا يبايع غير سني، ولأن العباسيين لو علموا أن إدريس كان شيعياً لشنعوا عليه في مؤامراتهم.
ومع تقديرنا الفائق للأستاذ المجاهد المرحوم علال، نرى أن كلامه هذا ينطلق من فهم تاريخي غير صحيح لمدرسة آل بيت رسول الله، أو سمها إنّ شئت (التشيع).
__________________________________
1 ـ الأحقاف: 32.