ـ(184)ـ
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله](1).
وقال عز وجل: [والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض](2).
د ـ وفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأضافه إلى الإيمان والإقرار لمعرفته، وأمر بالجهاد عليه، والدعاء إليه، قال تعالى:?قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق? (3).
وقرض قتال المعاندين على الحق، والمعتدين عليه، وعلى من آمن به، وصدق بكتابه، حتّى يعود إليه ويفيء، كما فرض قتال من كفر به وصد عنه، حتّى يؤمن به، ويعترف بشرائعه. قال تعالى [وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بعث إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفي ء إلى أمر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يجب المقسطين](4).
هـ فهذا عهد الله إليكم، وميثاقه عليكم بالتعاون على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فرضاً من الله واجباً، وحكماً لازماً، فأين عن الله تذهبون وأنى تؤفكون؟.
و ـ وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقاً وغرباً، وأظهروا الفساد، وامتلات الأرض ظلماً وجوراً، فليس للناس ملجأ، ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء.
فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر، اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين، من ذرية النبيين، فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين، ونصر الله مع النبيين.
8 ـ واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم، وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره، وقل ناصره، وقتل اخوته، وأبوه وجده، وأهلوه، فأجيبوا داعي الله، فقد دعاكم إلى الله، فأن الله عز وجل يقول: (ومن لا يجب داعي الله
__________________________________
1 ـ آل عمران 110.
2 ـ التوبه: 71.
3 ـ التوبة 29.
4 ـ الحجرات: 9.