ـ(175)ـ
الإساءة إلى الإسلام، ونبي الإسلام، ومقدسات المسلمين.
مواقف المفكرين والكتاب:
وفي الفصل الأخير من الكتاب وتحت عنوان: نماذج من مواقف بعض المفكرين والكتاب من القضية أشار الكاتب الكريم إلى مجموعة من مواقف هؤلاء المفكرين، وكان منهم:
الأستاذ فهمي هو يدي: الّذين قال: (إنّ سلمان رشدي رجل ارتد عن دينه وانخلع عنه تماماً، وذهب إلى أبعد مما ذهب غيره، حيث اختار أن يهين ويهتك كلّ رموز العقيدة التي انتمى إليها هو وأسرته زمناً، وإنه ـ أي: رشدي ـ عندما التحق بالغرب وانسحق أمامه، أراد أن يعزز انتماءه الجديد عبر هذا الإسفاف)(1).
وعن حرية الرأي قال هويدي: (إنّ البذاءات التي شملها الكتاب لا تدخل تحت عنوان حرية الرأي بأي معيار؛ لأن الكتاب رواية وليس اجتهاداً فكرياً من أي نوع، كما أن الألفاظ التي وردت فيها لو أنها وجهت إلى أي فرد عادي لاعتبرها القضاء قذفاً وسباً علنياً جزاؤه الحبس والغرامة، فما بالك إذا وجه السب لمقدسات وعقائد ألف مليون مسلم؟) وأضاف:
(ولا أشك أن الألفاظ التي استخدمها الكاتب لو وجهت إلى أي أحد لانتفض وتوجه إلى أقرب مخفر للشرطة ليحرر محضراً بواقعة السب.. وأكثر مما أثار حفيظة الأستاذ فهمي هو يدي هو: التصريح الذي أدلى به نجيب محفوظ إلى صحيفة "هيرالد تربيون" الأمريكية حول فتوى الإمام الخميني ووصفه لها بأنها نوع من الإرهاب الثقافي، وأن رشدي إنّ كان قد كتب شيئاً ضد الإسلام فهذا رأيه، ومن حقه أن يعبر عنه..، وإن لم يفت الدكتور رفعت سيد أحمد التذكير بأن نجيب محفوظ هذا كان قد حصل على جائزة نوبل للآداب، وأن هذه الجائزة لا تمنح لأي كان إلاّ إذا كان رمادياً في مبادئه، ومدارياً ومجارياً لمن يمنحها أو يشرف على منحها)(2).
أما النقطة الأخرى التي سجلها الأستاذ فهمي هويدي في الغضب الإسلامي
__________________________________
1 ـ انظر المصدر: 152.
2 ـ المصدر السابق.