ـ(174)ـ
هذا هو السؤال الذي نطلب الإجابة عليه من قبل دعاة الحرية وأنصار حقوق الإنسان في العالم.
4 ـ إنّ الفتوى لم تذكر المال أو القضية المالية من قريب أو بعيد...، واقتصرت على ان من يموت في طريق قتل هذا المرتد فهو شهيد، ولكن آليات التنفيذ والحصانة التي منحت الكاتب من قبل الدوائر الغربية استدرجت بعض الناس ليطرحوا المسألة المالية في الموضوع.
5 ـ لقد وضعت الفتوى المدافعين عن الكاتب في مأزق صعب؛ (لأن منع الرواية ستكون تراجعاً عن حرية التعبير، بينما سيثير عدم منعها غضب المسلمين...، وأن هذا المأزق أغرب وأندر أزمة في التاريخ(1).
6 ـ إنّ مسألة محاججة الكاتب والرد عليه بأسلوب هادئ قضية في منتهى السذاجة؛ لأن الكاتب يدرك جيداً أن كتابه ليس علمياً ولا تاريخيا ولا اجتهادياً أو فكريا، وإنّما رواية خيالية وهلوسة طرح فيها إسقاطاته الهابطة؛ ليؤكد انتماءه الحضاري بعد فقدان هويته وانتمائه، وبالتالي فليس عاقل من يناقشه على أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ هل كان محتالاً ودجالاً أم لا ؟ وهل أن أمهات المؤمنين كن غانيات في بيوت... عند أحد السماسرة أم لا ؟...
وبالتالي، فإن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الهرطقة هو: تنفيذ الحكم الإسلامي الذي أقره فقهاء الإسلام بالإجماع في موضوع المرتد، وبعدها يجري الحديث خارج دائرة هذا الحكم، وهذا ما أراد طرحه الإمام الخميني، وألقى فيه الحجة على المسلمين.
7 ـ وكما حاول الغربيون نقل القضية من الدائرة الدينية إلى الدائرة السياسية بعد سحب سفرائهم من مدن إيران وتأليب الأجهزة العميلة لإطلاق بالونات إعلامية وسياسية ضد هذه الفتوى فإن الإمام الخميني،هو الآخر قذف بالكرة في ملعب الغرب عندما تدخل في الوقت المناسب لفضح المؤامرة الغربية ضد الإسلام، واستخدم الكتابة كوسيلة بارعة لتوحيد المسلمين في العالم وإطلاق غضبهم العفوي على من حاول ويحاول
__________________________________
1 ـ الشيخ الرفسنجاني ـ رئيس الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية ـ في خطبة لـه أثناء إقامة صلاة يوم الجمعة بطهران (10/3/1989م).