ـ(173)ـ
خلالها استدعاء أو محاكمة رجل تبنته الدوائر الغربية وشحذت لـه كلّ مقومات الحماية والدعم ووسائل الأمن.
2 ـ إنّ قضية حكمه بالموت قضية شرعية يتفق عليها كلّ علماء الإسلام، وهي عقوبة المرتد، وإنه ليس جاهلاً فيعلم، ولكنه معاند ومكابر ويدرك جيداًً أن أبا الأنبياء ليس دجالاً، وأن خاتم النبيين ليس مهوساً، ولكنها القضية المالية (800) ألف دولار التي دفعت لـه من قبل دار النشر كأول قسط لبيع الذمة، وكذلك قضية الشعور بالنقص، وفقدان الهوية، وبيع الضمير، واقتحام الانتماء.
3 ـ إنّ تقليعة "حرية الرأي والتعبير" المعمول بها في الغرب لابد لها من سقف، وإذا لم تكن مقدسات مليار مسلم هي السقف فهل بالإمكان التعريض بشرف الرئيس الأمريكي أو الملكة البريطانية زوراً وإفكاً وإدراج ذلك تحت عنوان حرية التعبير؟!
وإذا كان ذلك كذلك فلماذا جن جنون ملكة بريطانيا حتّى كادت تفقد صوابها واتزانها لمجرد سماعها بقرب نشر كتاب جديد كتبه خادم سابق في بلاط ملكة بريطانيا، يتعرض فيه هذا الكاتب وهو خادم عاش (31) عاماً في القصر الملكي، إلى ما شاهده من فضائح تتنكر لتعاليم كافة الأديان السماوية...؟! وإذا كان كتاب رشدي في دائرة حرية التعبير فلماذا لم يوضع هذا الكاتب في هذه الدائرة وهو إنجليزي الجنسية أيضاً ؟!
فما كان حال الإعلان عن هذا الكتاب إلاّ أن قامت قائمة بريطانيا، وانتفض المجتمع الإنجليزي وصارت الديمقراطية وحرية التعبير في خبر كان، باعتبار أن الكتاب يمس الشرف البريطاني، وشرف الملكة، وهيبة الملكية المعصومة...، ليس هذا فقط، بل أعلنت الملكة اليزابيث: أنها ستلجأ إلى القضاء وتحيل الكاتب "مالكو لم بار كر" إلى المحاكمة. فأين حرية الفكر ؟ وأين الديمقراطية؟ وأين حرية الرأي ؟ أم أن الأمور تكال هكذا دائماً بمكيالين، وأن الإنجليز يجوزو لهم ما لا يجوز لغيرهم، وأن الشرف يجزى والكرامة نسبية تمنح لهذا وتمنع عن ذاك حسب أهواء ومزاج الدوائر السياسية ؟!
وإذا كان هذا الاهتزاز قد عصف بملكة مغمورة أثار حفيظة المجتمع الإنجليزي، فكيف لا يثار أولا يثار مليار مسلم لكاتب مهوس تعرض لأقدس مقدسات المسلمين، وتطاول على أشرف وأنجب رجل، بل نبي عرفته سائر الأديان والبشرية منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة....؟!