ـ(164)ـ
الفرد السنوي في الشمال ـ حسب إحصاء عام (1987 م) بلغ (9417) دولاراً، بينما لم يصل في الجنوب إلاّ إلى (524) دولاراً، وبلغ متوسط نصيب الفرد من الإنفاق التعليمي السنوي في الشمال (490) دولاراً، فيما بلغ (28) دولاراً فقط للفرد في الجنوب بنسبة 1: 18 لصالح الشمال. كما يوجد طيب واحد لكل (380) نسمة في الشمال كمعدل، أما في الجنوب فهناك طبيب لكل (2140) نسمة من السكان.، وهكذ1 في كلّ مرافق الحياة الأخرى)(1).
وفي مقارنة بين أغنى دول الشمال ـ الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً ـ وأفقر دول الجنوب ـ جمهورية مالي ـ فقد أشار الكاتب إلى (أن متوسط دخل الفرد السنوي في أمريكا يبلغ (185/16) دولاراً، ولكنه لا يتجاوز في جمهورية مالي الـ(152) دولاراً.
ومتوسط عمر الفرد في الولايات المتحدة (73) سنة، وفي جمهورية مالي (39) سنة، كما تبلغ نسبة المتعلمين في الأولى (95%)، وفي الثانية لا تتجاوز الـ(50%)، وهكذا في الشؤون الأخرى)
(2).
وفي هذا السياق ينتهي الكاتب إلى القول: (إنّ جغرافية العالم الإسلامي تمتد وتتسع، ولكن ديونه وهمومه بالمقابل تتزايد، وهذه تربة خصبة لعمليات التبشير الديني والسياسي والحضاري ومن ثم تربة صالحة لحركة الاستعمار...)(3).

الفصل الثاني
الغرب والإسلام.. عداء تاريخي
ويؤكد الكاتب في الفصل الثاني من الكتاب: أن جوهر قضية "الآيات الشيطانية" هو: الصراع التاريخي بين قيم الإسلام التي تدعو إلى الحق والعدل والحرية والمساواة في أسمى صورها، وبين قيم الغرب التي تدعو إلى الاستعلاء والفوقية، واستعباد الناس، وإلى (الدونية) في أحط معانيها...، وليست حلقة رشدي سوى إحدى حلقات تشويه الإسلام
__________________________________
1 ـ انظر آيات شيطانية جدلية الصراع: 14.
2 ـ المصدر السابق: 18.
3 ـ راجع الصفحة: 18 من المصدر.