ـ(165)ـ
من قبل الغرب، ومن ثم الإجهاز عليه قيماً ومبادئ وحضارة... (1).
بعد ذلك تناول الكاتب الاتجاهات التاريخية للمسلمين تجاه الاستعمار الغربي، وصنفها إلى ثلاثة أصناف:
القلة التي رحبت بالمستعمرين، وتعاملت معهم إيجابياً مقابل جوائز ومكافئات دفعوا ثمنها الخنوع والذل والاستكانة.
وصنف قبل الاستعمار على مضض كأمر حتمي، نتيجة الانحطاط السياسي والأخلاقي الذي حل بالمسلمين.
وصنف ثالث قاوم وتحدى، وفي مقدمته: علماء الإسلام وإن كان بعضهم قد انسجم مع الحكام وأسبغ عليهم الشرعية ولكن معظمهم، وخاصة في مطلع السبعينات والثمانينات التي (شهدت تحولاًَ كيفياً في قيادة العلماء والفقهاء لحركة الإسلام الثوري) بقي على مقاومته وتحديه. وقد عزا الكاتب هذا التحول الثوري إلى النهضة في إيران، حيث قال:
(وكانت إيران أبرز تلك النماذج التي قادت الصراع برفض أي نموذج للحضارة الغربية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبرفض نظام الدولة القومية، والالتزام بالدولة الإسلاميّة والوحدة الإسلاميّة، وأن تكون القيادة للعلماء الملتزمين؛ لأن الصراع مع الغرب هو: صراع مع قوى الكفر)(2).
ويستعرض الكاتب بعض مظاهر الصراع بين الغرب والإسلام، ويمر على التغريب الفكري خلال القرنين الماضيين ويعتبره أحد أسباب حركة الإحياء الإسلامي المعاصرة التي شهدت تعاظم الأداء السياسي خلال السبعينات، ورب ضارة نافعة.
ثم يعرج على مسألة الحجاب كظاهرة سياسية لحركة الصحوة الإسلاميّة في عموم العالم الإسلامي. بعدها يتناول الأصول الصليبية للحضارة الغربية، وكيف انطلقت الجهود التبشيرية للنيل من الإسلام، وعبر ما كتبه الأدباء الغربيون، وتوظيف قدراتهم في التدليس، والتحريف لحقائق التاريخ، والحط من قيمة الإسلام والمسلمين (3).
ولم تكن حلقة رشدي هذه إلاّ نموذجاً جديداً من نماذج الإساءة إلى الإسلام
__________________________________
1 ـ راجع صفحة: 19 من المصدر.
2 ـ المصدر نفسه: 27.
3 ـ المصدر نفسه: 54.