ـ(163)ـ
الفصل الأول
جغرافية تمتدّ وديون تتزايد
لقد أوجز الكاتب حديثه في هذا الفصل عن موقع العالم الإسلامي من الكرة الأرضية وأهميته، والذي يمتدّ بالنسبة لدوائر العرض إلى أكثر من (65) درجة عرضية، تشتمل على عدد كبير من الأقاليم المناخية والنباتية، تمتد من الإقليم الاستوائي جنوباً حتّى الإقليم المعتدل البارد شمالاً، وحيث تبلغ مساحته مجتمعة حوالي (32) مليون كيلومتر، أي: ما يزيد على مساحة الاتحاد السوفياتي ـ سابقاً ـ والولايات المتحدة بنسبة تصل إلى (30%) من مساحة العالم:، كما يتميز موقعه الجغرافي باستراتيجية خاصة جعلته يتحكم بمداخل المحيطات العالمية التالية:
أ ـ طريق جنوب شرق آسيا: من الخليج عبر الهلال الخصيب وموانىء ساحل الشام عبوراً إلى الموانئ الأوروبية.
ب ـ طريق جنوب شرق آسيا: إلى عدن في جنوب الجزيرة العربية، ومنها إلى موانئ، الشام، فالموانئ الأوروبية.
ج ـ طريق مصر: من المحيط الهندي عبر وادي النيل إلى الإسكندرية وموانئ أوروبا.
د ـ طريق الحرير: من شرق بلاد الصين إلى موانئ شرق البحر المتوسط عبر طشقند وسمرقند.
كما أضافت قناة السويس إلى طريق العالم الإسلامي المهمة شرياناً بالغ الأهمية في النقل والتجارة، فاختصرت المسافة من جهات المحيط الهادئ وغرب أوروبا بنسبة تصل إلى (60%)(1).
ورغم هذا الموقع الستراتيجي المتميز والثروات الطبيعية الهائلة واحتياطي البترول البالغ (78%) فإن هناك فجوة هائلة بين الشمال "الغرب" والجنوب "الإسلام".
وضرب الكاتب أمثلة دقيقة على ذلك، كان منها على سبيل المثال: (أن متوسط دخل
__________________________________
1 ـ انظر آيات شيطانية جدلية الصراع.