ـ(162)ـ
(إنّ رصاصة انطلقت مكتوب عليها "سلمان رشدي"، ولابد لها أن تستقر في قلب الرجل ولا رجعة في ذلك).
وهذا يعني ـ والكلام هنا للمؤلف ـ: (أن مسألة اغتيال سلمان رشدي هي مسألة وقت ليس إلاّ).
وبعد هذه المقدمة افتتح الدكتور رفعت سيد أحمد كتابه النقدي بالآية القرآنية الكريمة: [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتّى تتبع ملتهم](1). ثم اهدى الكتاب إلى (المستضعفين في الأرض، الّذين تؤرقهم سطوة الغرب، فلا يجدون سوى الإسلام ملجأ وملاذاً).
(إنّ قضية رواية "آيات شيطانية" ساهمت من حيث لا تدري في استدعاء جوهر الصراع الكامن بين الغرب والإسلام، منذ الحروب الصليبية حتّى يومنا هذا...، وإنها أهالت التراب. ومن حيث لا تدري أيضاً على كلّ التحليلات الخائبة لبعض العلمانيين الغربيين الّذين ظلوا يتشدقون بها علينا طيلة قرنين من الزمان..، وأثبتت الوجه المضيء للإسلام كدين حيوي، ودين متمرد وباعث على الرفض الإنساني لكل قيم الظلم والاستغلال والعبودية والفوضوية المسماة خطأ بـ"حرية التعبير لدى الغرب")(2).
وقد قسم الكاتب كتابه إلى فصول ثلاثة:
الأول: جغرافية العالم الإسلامي وديونه باعتبار هما المدخل الموضوعي لفهم موقع الإسلام على خريطة الصراع الدولي.
الثاني: الغرب والإسلام: عداء تاريخي بين القيم باعتبار ذلك هو السياق الحقيقي لفهم موقع "الآيات الشيطانية" كإحدى حلقات الصراع المعاصرة.
الثالث: آيات شيطانية: الرواية "والأحداث، وردود الأفعال"، وذلك على اعتبار أن هذا الكتاب هو دليلنا المعاصر والجديد على قانون الصراع التاريخي بين الغرب والإسلام.
__________________________________
1 ـ البقرة: 120.
2 ـ راجع الصفحة: 6 من المصدر.