ـ(157)ـ
بعيداً عن العاطفة، كما نجد في أسلوبه: أنّه يضع العلاج للقضاء على التفرقة بين المسلمين، والابتعاد عن سموم الغربيين للنيل من الإسلام والمسلمين من خلال قيام الزعماء الدينيين، وقادة المسلمين الواعين في الدعوة إلى الله بطريقة الإقناع والإيضاح والإفصاح، إفصاحاً يغرس في النفوس أصول العقائد.
ويمكن استعراض بعض ما جاء في كتابه "الدين والإسلام" على النحو التالي:
1 ـ يحتوي الكتاب على مطالب فلسفية مننبتة، وقد ولج الشيخ ميادين العلم والمعرفة ببصره وقادة، فبدأ في أوله فيلسوفاً، وفي وسطه إماماً، وفي آخره مناظراً ورسولاً ومبشراً.
2 ـ نجده في الجزء الأول من الكتاب: يشن حملة على التمدن الغربي، وخاصة مجالس اللهو والطرب؛ لأن المدنية الغربية لا زالت توجه الضربات العنيفة للدين العالمي.
3 ـ في كثير من الأحيان يجمع بين دليل العقل ودليل النقل.
4 ـ يحمل على مذهب النشوء المادي المحض، وهو الشائع آنذاك.
5 ـ كان متأثراً في نثره بالقرآن، ونهج البلاغة، وآثار الكتاب البلغاء، فنثره قل نظيره في اللغة العربية وفي بلاغة البيان وحسن الأداء.
6 ـ أما شعره: ففي المرتبة الأولى من الجودة والإبداع، فشعره يجمع بين الجزالة والسهولة، ورقة الشعور، وسمو الخيال، والمعنى البديع.
7 ـ يلوح كثيراً في كتابه "الدين والإسلام" بأن الشرف ليس هو أن يكدح الإنسان في معركة الحياة، ويخدم المرء بمساعيه تلك الأمة خدمة تعود بالهناء والراحة عليهم، أو يدفع شيئاً من الشرور عنهم فحسب، بل الشرف أيضاً في حفظ الاستقلال، وتنشيط الأفكار. ومن مؤلفاته المهمة والذائعة الصيت أيضاً كتاب تحرير المجلة "مجلة الأحكام" يقع في جزئين، وهو مادة سد فيها فراغاً كبيراً في مجال الفقه والقانون المقارن، وحرر فيه القواعد الفقهية المأثورة عن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ، وهذب وشذب منها بعض الزوائد والإطالات، أفاد العلماء في مقام الفتيا والاستنباط، كما ناقش فيه القواعد العامة للمذهب الحنفي، معتمداً على الحجة والبرهان، ولما اطلع على "مجلة العدلية" التي كانت