ـ(156)ـ
إنّ ما نلاحظه في أسلوبه هو: أنّه قل ما يذكر موضوعاً دون أن يشفعه بشواهد شعرية من أروع ما قيل، وكأنه قيل لهذا الموضوع، سواء كان الموضوع فلسفياً، أو علمياً، أو عقلياً، وبأسلوب قصصي يربط القارئ بالموضوع حتّى النهاية.
فهو يعد من الفلاسفة الّذين لهم آراء خاصة في الحياة، وهو أمير البيان، فقد كان رحمه الله أكتب العلماء، وأعلم العلماء في عصره، أسلوبه مشرق إلى أبعد الحدود، قد امتلأ بعناصر الأدب الرفيع.
ونجده في كتابه "الدين والإسلام " يشير إلى ما حل بالإسلام بسبب اختلاف الكلمة، وتفرق الشعوب، وسيطرة الغرب الكافر والشرق الملحد على مصائر المسلمين، والتحكم باقتصادهم وأخلاقهم.
كما نلاحظ في فصول هذا الكتاب ما يلي: العبارات والكلمات المسجوعة، التضمين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، الاستدلال بالأمثلة الكثيرة السهلة والواضحة بأسلوب بلاغي رصين ومسبوك متين، يمتاز بجزالة اللفظ، والتضمين بقصص وأخبار السابقين.
والظاهرة الأخرى التي نجدها في أسلوبه هي: استعماله للكلمات بألفاظ مختلفة؛ لتدل على معنى واحد، إضافة إلى ذلك استخدامه للبراهين والأدلة العقلية والوجدانية للإفهام والتفهيم.
وعندما يتعرض إلى الوحدة بين طوائف الأمة يشير إلى: أن الخلاف في بعض الفروع لا يؤدي إلى التنافر والتناحر؛ لأن القرآن ينهى عن ذلك: [واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا..] (1).
لذا نجده يتحدث عن الفرق الإسلاميّة بلا استثناء؛ لأن هذه الفرق ـ وفق أسلوبه وحديثه ـ تنزل القرآن أحسن منازله، وتتخذه قبلة أحكامها، تحل ما أحله، وتحرم ما حرمه. وفيما يتعلق بالأفكار المادية: ناقش هذه الأفكار بأسلوب موضوعي وهادئ
__________________________________
1 ـ آل عمران 103.