ـ(155)ـ
أسلوبه ومنهجه في الكتابة والتأليف:
1 ـ الأسلوب الخطابي في عملية إيصال أطروحاته التغييرية للأمة، باعتبار أن هذا الأسلوب أكثر تأثيراً، بالإضافة إلى أنّه رحمه الله لم يكن يدعي ما ليس لـه، فقد كان يوازن، ويقارن، ويحلل ويستنتج ليعطي الآراء الصائبة الدقيقة والمواقف الحكيمة في العمل السياسي.
2 ـ أما ما يتعلق بمبدأ الحياد الذي كان يدعو لـه ـ ويحذر فيه الدول الإسلاميّة من الانسياق وراء المعسكرات والدول الاستعمارية ـ فإنه يرجع إلى منهجين أساسيين هما:
أ ـ المنهج العقائدي: الذي يؤكد على أن الدين الإسلامي منهج متميز يستهدف قيادة الحياة والأمة حسب نظريته الإلهية، انطلاقاً من المبدأ الذي يقرره الإسلام، حيث يقول (رضي الله عنه): (لا شرقية لا غربية، بل أمة وسط).
ب ـ المنهج السياسي: الذي يؤكد على أن انحياز الأمم الضعيفة إلى أي معسكر سوف لا يخدم إلاّ الأمم المستكبرة القوية، ويجعل الدول الضعيفة مطية لتلك الدول الكبرى، لذلك فبدلاً من أن تتجه الدول الصغرى إلى الالتحاق بمعسكرات الشرق أو الغرب، ينبغي لها أن تمارس سياسة الحياد والتعاون فيما بينها.
3 ـ حلل ووضح الشيخ رحمه الله الاستعمار كظاهرة نشأت أول مرة في نفس الأمة، وعلى شكل استغلال بعض أبناء هذه الأمة البعض الآخر، حتّى إذا تمكنت ظاهرة الاستغلال داخل الأمة انطلقت تلك الطبقة المستغلة إلى الأمم الأخرى الأضعف منها، ويضرب مثلاً لذلك: بريطانيا مع أبناء ايرلندا، وكيف أنهم قبل أن يقهروا الأمم الأخرى مارسوا قهر أبناء شعبهم من الايرلنديين. وهذا تحليل عميق، وبعد نظر في فهم طبيعة الظاهرة الاستعمارية.
4 ـ يؤمن الشيخ رحمه الله بأن القيادة العلمائية: هي القيادة الحقيقية للأمة، وهذا ما تمثل بحلقات الجهاد المتواصلة للعلماء والفقهاء، كلّ حسب ظرفه ومرحلته، باعتبارهم الامتداد الطبيعي لخط النبوة والإمامة.