ـ(152)ـ
بعض الأقلام التي أخذت تطعن بالإمامية عن جهل، وعدم تريث ومراجعة دقيقة.
3 ـ كان لأسلوبه الجيد ردود فعل واسعة النطاق لما اتسم به من روح المحبة والهدوء والابتعاد عن العاطفة والانفعال.
4 ـ كان تبنيه لمختلف المسائل ذات العلاقة بالموضوع يتسم بالعلمية وعدم التعقيد، والرجوع إلى الدليل والعقل والإقناع، ومن هنا يقول في معرض شرحه لدواعي التأليف:
(إنّ جماعة من أبناء السنة في العراق لا يعرفون من أحوال الإمامية شيئاً مع دنو الدار وعصمة الجوار كتب إلي قبل بضعة أشهر شاب مهذب عريق بالسيادة من الإمامية في بغداد: أنّه سافر إلى لواء الديلم(1) المتصل ببغداد الأنبار الحالية وأكثر أهاليها من السنة، فكان يحضر نواديهم فيروق لهم حديثه وأدبه، ولما علموا أنّه من الشيعة صاروا يعجبون، ويقولون: ما كنا نحسب أن في هذه الفرقة أدباً وتهذيباً، فضلاً عن أن يكونوا ممن لـه علم أو دين..، وكان هذا الشاب يستثير حميتي بقوارص الملام، ويحثني بالطلب المتتابع على أن أكتب عن الشيعة رسالة موجزة تنشر بين الأمم الجاهلة، وتعرفهم ولو بالنزر اليسير...)(2).
رابعاُ: دعوته لفتح باب الاجتهاد:
تعتبر الدعوة لفتح باب الاجتهاد من الدعوات الإصلاحية للشيخ، وقد أثار هذه الفكره عندما كتب موضوعاً بعنوان "الاجتهاد في الشريعة بين السنة والشيعة"، وقد أشار فيه إلى ضرورة فتح باب الاجتهاد من جديد عند الجمهور، لذا نجده يقول: (ومن مفاخر الإمامية: أن باب الاجتهاد ما يزال عندهم مفتوحاً، ولن يزال ـ إنّ شاء الله ـ حتّى قيام الساعة...).
ولكن يرى وجوب الرجوع إلى المجتهد الأعلم والأفضل، وعلى المجتهد أن يراعي المصلحة العامة في الفتوى، وأن يميل إلى التساهل والتسامح، بخلاف المشهور عند
__________________________________
1 ـ ماضي النجف وحاضرها 3: 86.
2 ـ ماضي النجف وحاضرها 3: 86.