ـ(151)ـ
الفانية ثم ذكرتم جهات البحث في كلتا الديانتين، إلى أن وصلتم إلى الغاية المقصودة والناحية التي لعلها الغرض الوحيد من هذه الترانيم والأناشيد، فقلتم: خطر الشيوعية على المجتمع في عصرنا الحاضر، ويتلخص جميع ما ذكرتم من النواحي التي تريدون البحث عنها والنظر فيها من أعضاء المؤتمر الّذين يبلغ عددهم الخمسين وتبلغ موادها العشرين. نعم، تتلخص أبحاثها في أمرين:
1 ـ القيم الروحية والمثل العليا في الإسلام والمسيحية.
2 ـ خطر الشيوعية على المجتمع، وطلب علاجها من الإسلام والمسيحية)(1).
ثم يضيف الشيخ رحمه الله قائلاً: (إنّ معظم النكبات والشرور التي حلت بالعالم الإسلامي هي من المعسكر الاستعماري الغربي، ومن أمريكا بالذات. وإن حرص الأمريكان على القيم الروحية بعيد عن الصحة).
ثم يتساءل في موضع آخر: (هل أن هذا المؤتمر وأمثاله روعيت فيه القيم الروحية فسلطت الأضواء من خلالها على قضية الشعب الفلسطيني المشرد المظلوم ؟ ) ومن هنا، فإن الشيخ كان يحدد أن أنجح الطرق لمكافحة الشيوعية في البلاد الإسلامية هو خروج الاستعمار منها (2).
ثالثا: منهج الشيخ المجاهد في عرضه قضية الإمامية:
لقد تعرض الإمامية عبر التاريخ إلى الكثير من المعاناة من قبل بعض المسلمين إلى درجة أنهم أخذوا يكفرونهم، إلاّ أن الشيخ تصدى لإزالة الغبار عن هذه الحقيقة، فألف كتابه القيم "أصل الشيعة وأصولها"، إضافة إلى بحوثه ومقالاته التي عالجت نفس الموضوع وسنتعرض هنا ـ وبشكل مجمل ـ إلى منهجيته في عرض قضية الإمامية بما يلي:
1 ـ إنّ توضيح مفهوم الإمامية من قبله رحمه الله لا تعني: إثارة المسألة الطائفية بل هي حرب ضد الطائفية.
2 ـ كانت كتابات الشيخ بهذا الصدد ضرورة استدعتها الظروف الملحة للرد على
__________________________________
1 ـ المثل العليا في الإسلام لا في بحمدون: 48.
2 ـ التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح: 8.