ـ(150)ـ
اجتماع ثلة من كبار المسلمين وتداولهم في الشؤون الإسلاميّة...)(1).
الأسلوب الأمثل لدى الشيخ في التقريب:
طلب الشيخ رحمه الله من المفكرين والعلماء والمثقفين بأن يبحثوا بحثاً علمياً موضوعياً بعيداً عن كلّ التراكمات والخلفيات النفسية التي خلقتها الفرقة المذهبية. كما طلب منهم أن يعملوا بكل جد وإخلاص على تهدئة الجوانب العاطفية المتأججة في المجال الشعبي التي تقف أمام الخلافات بحدة، وأن يوضحوا للأمة بأن الخلافات ما هي إلاّ اجتهادات اقتنع بها كلّ مجتهد من خلال اجتهاده، والمجتهد قد يخطىء وقد يصيب، ولا تكون الخلافات في الرأي مصدر تضليل، ولا هي العقدة، فهناك أكثر من رأي يتبناه الناس في هذه الدائرة الأخرى من دون أن يشعروا بالعقدة، فذلك عندنا في الدوائر الإسلاميّة وفي دوائر المذهب السني، أو الشيعي.
ب ـ موقفه من بعض المؤتمرات الإسلاميّة:
لقد كان الإمام كاشف الغطاء مدركاً أساليب ومآرب الاستعمار الجديدة، لذا فقد حدد الهدف الحقيقي منها، فكان لـه موقف حازم من مؤتمر "بحمدون"، وهذا المؤتمر قد خططت لـه أمريكا بواسطة "جمعية أصدقاء الشرق الأوسط"، وتهدف أمريكا من وراء هذا المؤتمر مد نفوذها إلى نقاط أعمق في الكيان الإسلامي من خلال تسخير "رجال الدين" المسلمين لمكافحة الشيوعية نيابة عن المعسكر الرأسمالي. وقد رد الشيخ المجاهد على الدعوة التي وجهت إليه برسالة قال فيها: (وردني كتابكم تدعونني فيه إلى الحضور في المؤتمر الذي اعتزمتم على عقده آخر نيسان في "بحمدون ـ لبنان" ويتكون من خمسة وعشرين شخصاً من علماء المسلمين، ومثلهم من المسيحيين للمداولة في أهداف كلتا الديانتين، وقلتم، إنّ أبحاث المؤتمر ستكون محصورة في النواحي الروحية والقيم المثلى التي وردت في تعاليم الدين، مبينة عقم الفلسفة المادية
__________________________________
1ـ مقدمة الطبعة الثانية لكتاب اصل الشيعة وأصولها: 60.