ـ(149)ـ
ويجب المحافظة على حرية المذاهب والأديان كما قال تعالى: [يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق...](1). ومن الحق أن ما يواجهه الحق من باطل يلزم المسلمين قطع أيادي السوء التي تعبث بإفساد البلاد، ومن الحزم،بل من الحتم إذا حصل بين أهل البلد الواحد شيء من الوهم سعى الحكماء والعقلاء فوراً إلى إزالته والمبادرة إلى الإصلاح.
ويتبع الشيخ القول بالعمل، فقد بارك وأثنى على أية خطوة تدعو إلى الاتحاد، ونذكر هنا موقفين وشاهدين على ذلك:
أوّلاً: مع دار التقريب في مصر:
أرسل الإمام رسالة لدار التقريب مشجعاً فيها فكرة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة، وفيما يلي مقتطف لبعض ما جاء في هذه الرسالة:
فضيلة العالم الجليل الشيخ "محمود شلتوت" أيده الله:
(اطلعت على كلمة لكم في بعض الصحف كان فيها لله رضى وللأمة صلاح، فحمدناه تعالى على أن جعل في هذه الأمة وفي هذا العصر من يجمع شمل الأمة، ويوحد الكلمة، ويفهم حقيقة الدين، ويزيد الإسلام لأهله بركر وسلاماً، وما برحنا منذ خمسين عاماً نسعى جهدنا في التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وتدعو إلى وحدة أهل التوحيد).
ثانياً: مع مؤتمر القدس:
إنّ مؤتمر القدس الذي ضم علماء المسلمين للتداول وبحث أوضاع المسلمين كان موضع أمل واستبشار الشيخ، وقد عبر عن موقفه بقوله:
(ودبت في نفوس المسلمين تلك الروح الطاهرة، وصار يتقارب بعضهم مع بعض، ويتعرف فريق لفريق، وكان أول بزوغ لشمس تلك الحقيقة، ونمواً لبذر تلك الفكرة: ما حدث بين المسلمين قبل بضعة أعوام في المؤتمر الإسلامي العام في القدس الشريف من
__________________________________
1 ـ سورة ص 26.