ـ(146)ـ
الّذين يخدمون لغتنا وثقافتنا، ويسالموننا يواسوننا في السراء والضراء، ولا يساعدون الأعداء علينا، ويحامون عن أوطاننا، هم إخوان المسلمين، وداخلون في ذمتهم، ويلزمهم حمايتهم، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وتجمعنا معهم الوحدة القومية، والقرآن الكريم ينادي ويشهد بذلك كما في قوله تعالى: [لا ينهاكم الله عن الّذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين](1) [فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم] (2).
وينطلق الإمام كاشف الغطاء في ذلك إلى وحدة اللسان، ووحدة اللغة، ووحدة الإيمان بالله، حتّى لو كانوا يدينون بدين آخر، ينطلق بذلك من الرواية المأثورة عن الإمام علي ـ عليه السلام ـ في شأن النصراني، حيث تذكر الرواية: أنّه ـ عليه السلام ـ مر بشيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين: ما هذا ؟ فقيل لـه: يا أمير المؤمنين، إنه نصراني، فقال الإمام: "استعملتموه، حتّى إذا كبر وعجز منتعموه، أنفقوا عليه من بيت المال".

أما بخصوص مسألة تعميق الإيجابيات في الأمة فنلاحظ ما يأتي:
1ـ ركز على تطوير وجود المرجعية، وتجذيرها في الأمة من خلال أداء دورها العملي والحقيقي الكامل.
2 ـ ركز على نشر مفاهيم الإسلام وأحكامه في أوساط الجماهير الإسلاميّة، وتوضيح المواقف من الأحداث الجارية في الساحة باعتباره متصدياً للمرجعية آنئذ.
3 ـ التركيز على الجانب العملي والابتعاد عن إثارة الشعارات المجردة والأفكار النظرية، لذا نجد أن بعض ممارساته قد وصلت إلى مرحلة الصراع المسلح والسياسي، وذلك من خلال مشاركته في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الدولة العثمانية آنذاك ضد الدول المستعمرة والكافرة: كبريطانيا، وكذلك شارك في ثورة النجف ضد القوات البريطانية، بالإضافة إلى تأييده لحركة ما يس عام (1941 م) ضد الإنجليز.
__________________________________
1 ـ الممتحنة: 8.
2 ـ التوبة: 7.