ـ(147)ـ
4 ـ الملاحظ في حياته رحمه الله سعة تحركه السياسي خارج العراق بشكل هادف، حيث قام بزيارة مختلف البلدان الإسلاميّة باتجاه تعميق الأهداف الإسلاميّة؛ وذلك لشعوره بأن العالم الإسلامي وحدة متصلة متداخلة ن وموقعه القيادي لا يعرف الحدود التي صنعها الاستعمار، فقام بزيارة المراكز المهمة والحساسة في الصراع السياسي، وكانت زياراته من أوليات اهتماماته رحمه الله. فقد زار كلا من: الجزيرة العربية، وبلاد الشام ـ سوريا ولبنا وفلسطين ـ، ومصر، وإيران، وباكستان، واتصل بأهل الحل والعقد، ورفض رحمه الله النظرية القائلة بضرورة ابتعاد رجل الدين عن السياسة، ولعل أول باب فتحه خارج النجف الأشرف كان عن طريق المراسلات التي جرت بينه وبين أمين الريحاني (1).
5 ـ اهتم الإمام المجاهد بأسلوب الكتابة والتأليف، حيث نهج فيه نهجاً يختلف عما تعارف عليه العلماء الّذين سبقوه، فلم يقتصر في كتاباته على البحوث الفقهية، والأصولية، بل توجه في تحركاته ونشاطاته العلمية والفكرية، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأدبية إلى معالجة قضايا الأمة المعاصرة.

موقفه من حركة التبشير:
لقد حذر الشيخ المجاهد من خطر التبشير على الأمة الإسلاميّة، وله كتاب قيم بهذا الصدد موسوم بـ"التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح" يرد به رداً علمياً دقيقاً وشاملاً على المبشرين، وكان يفتتح خطاب التحذير بجمل من قبيل (2):
(أيها المسلم، إذا وسوس لك المبشر بأباطيله، ودعاك إلى الإيمان بأناجيله، ودفع لك المنشورات والجزوات من أضاليله فارمها تحت قدميك، وقل لـه: أتدعوني إلى الإيمان بالكتب المشحونة بالأكاذيب..)(3).
ولم يقصد الإمام التهجم على المسيحيين، فهو يحترمهم بحكم احترام الإسلام لأهل الكتاب، ولكنه الدفاع عن النفس والواجب الشرعي.
__________________________________
1 ـ ماضي النجف وحاضره 3: 186.
2 ـ اصل الشيعة وأصولها: 79.
3 ـ التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح: 39.