ـ(131)ـ
يحتاج إليه من العدد(1). ومن ذلك: أن ينظر أولا في تعريض الحيطان، وتقريب الخشب الوافر الغليظ القوي للبناء، وهي التي تحمل الأثقال وتمسك البنيان، يجب أن تكون حصة ألواح البنيان في عرضها شبرين ونصف الشبر لا أقل من ذلك، ويحدد المحتسب ذلك للصناع والبنائين، ولا يجوز أن يصنع حائط يحمل ثقلاً أكثر من هذا، ويجب أن تكون الآجر وافرة معدة لهذا المقدار من عرض الحائط، ومن المهم أن نعرف أن ابن عبدون يؤكد على أنّه يجب أن يكون عند المحتسب قالب غلظ الآجر، وسعة القرمدة، وعرض الجايزة وغلظها، وغلظ الخشبة، وغلظ لوح هذه القوالب مصنوعة من خشب صلب، تكون معلقة بمسامير في أعلى حائط المركز الذي يخصص لجلوس المحتسب، يحافظ عليها كي يرجع إليها متى ما نقص منها أو زيد فيها، ويكون عند الصناع قوالب أخرى لعملهم.
وأكثر من هذا، يهتم ابن عبدون بصيانة المؤسسات العمومية وحمايتها من عوادي الزمن. ويعود إلى تنظيم الطرق والشوارع؛ ليؤكد على ضرورة حمايتها، والحفاظ على نظافتها، وإصلاح المواضع المتطامنة فيها من التي قد تتضرر بالماء والطين، ويحتم قطع الضرر حيث كان قديماً أو حديثاً ويعود ابن عبدون لما تقرر من التأكيد على أن الّذين يبيعون الحشو والدوم والربيع وكل ما لـه زبل، عليهم أن يجبروا على تنحية تلك الأزبال من الأسواق. وعلى المحتسب أن يتصرف بصرامة ولو بإحراق المواد؛ حتّى ينقاد أهل السوق للنظام.
وفيما يتصل بالعقباني(2). فإننا نجد أن كتابه " تحفة الناظر وغنية الذاكر" لا يخلو من وصف لأشكال بعض المباني، أو لبعض ما احتوت عليه، فقد نقل عن ابن المناصف ـ المتوفى بمدينة مراكش عام 620 هـ = 1223 م ـ في كتابه "تنبيه الحكام" ما يدل على اتخاذ.
__________________________________
1 ـ الجوامع الفقهية: 31، وجواهر الكلام 22: 480.
2 ـ كتاب "تحفة الناظر وغنية الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر" تأليف أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن قاسم بن سعيد العقباني التلمساني (ت 871 هـ = 1467 م). تحقيق علي الشنوفي.
Institu Francais De Damas:Bulletin d Etudes Orientales Tome XIX
Ennees 1965 -1966 darnas1967 P: 143.