ـ(125)ـ
وكان ما وصلنا من إنتاج عن الحسبة أو الاحتساب موزعاً بين قسمين:
الأول: قسم نظري يعرض لأنباء وظيفة المحتسب، وما ينبغي أن يتوفر عليه من صفات (1).
الثاني: قسم تطبيقي يعرض أصحابه ضروبا من الحيل التي يلجأ إليها بعض الحرفيين، وفي هذا القسم يمكن أن نعد مثلاً: ما كتبه عبد الرحمان بن نصر الشيزري، من أهل القرن السادس الهجري في كتابه "نهاية الرتبة في طلب الحسبة"(2). وما كتبه محمّد القرشي المعروف بـ "ابن الأخوة" صاحب كتاب "معالم القربة في أحكام الحسبة"، وقد توفي عام 729 هـ (3). وكذا ما ألفه حسين واعظ الكاشفي المتوفى أول القرن العاشر الهجري، والذي كتب عن التيموريين، والذي اعتبر أن وجود المحاسب، الضمانة الوحيدة لرفاهية الأسرة الإسلاميّة (4).
وقد تحدث "غودفروا" عن هذين القسمين من كتب الحسبة، فيذكر: أن القسم الأول ذو طابع فقهي، بينما القسم الثاني يتضمن نوازل تعبر عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية...
ونظراً لما يفرضه علينا الموضوع الذي نتناوله اليوم، والذي يقصد مباشرة إلى السوق، فإننا سنقتصر على ما يتصل بالسوق مما نجد لـه ذكراً في كتب الحسبة التي كانت متداولة.
ونبدأ بكتاب ـ نهاية الرتبة ـ للشيزري سالف الذكر، والذي كان معاصراً
__________________________________
1 ـ الاحتكار في الشريعة الإسلاميّة للشيخ محمّد مهدي شمس الدين، والنظام الإداري في الإسلام: 442.
2 ـ نهاية الرتبة للشيرزي، قام بنشره الباز العريني، بإشراف محمّد مصطفى زيادة، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة 1365هـ 1946م.
3 ـ معالم القربة في أحكام الحسبة، تأليف محمّد بن محمّد بن أحمد القرشي المعروف بـ "ابن الأخوة"، عني بنقله وتصحيحه روبين ليفي، مطبعة دار الفنون بكيمبرنج 1938 م.
4 ـLambton ENC. De 1 lslam hisba. A. K. S. L.