ـ(120)ـ
فحضارة الإسلام: هي الحضارة التي تتحكم بالأسلحة المدمرة، وتسيطر على التكنولوجيا (التقنية) وتوجه استعمالها لخير البشرية، وهي التي تمنع الإسراف، والمجون، والإنفاق على الملذات غير المشروعة. وهي التي توفر الراحة البدنية والنفسية والسعادة المادية والمعنوية للإنسان أيا كان في ظلالها، مسلماً أو غير مسلم.

الاختلاف بين الحضارتين:
والاختلاف البين بين أسس الحضارتين: الإسلاميّة والغربية واضح في رقي العالم الإسلامي يوم تمسك بحضارته، وانحدار الحضارة الغربية المعاصرة التي تمجد المادة، واللذة والجنس، وتسلب الإنسان إنسانيته، وتمرغه في الوحل، بل تسحق إنسانيته حين يعبد المادة، ويحيا في الفجور، ويرتفع في مجتمعه أصحاب الرذيلة، ويكثر فيه الفقر والبطالة والطغيان، والسيطرة على الشعوب الضعيفة واستغلال خيراتها، وسلب حرياتها وأموالها وبترولها وذهبها، وإغراقها بأدوات الترف والرفاهية؛ لاستعبادها بالديون من صندوق النقد الدولي، والمصارف التي تسيطر عليها اليهود الّذين تحكموا من خلال هذه الحضارة الغربية المادية بمقدرات العالم، وأقاموا كيانهم الصهيوني في قلب العالم الإسلاميّ، وسخروا دول الغرب ـ ولا سيما أمريكا ـ لمصالحهم ومآربهم وسيطرتهم.
أهذه حضارة ترقى بالإنسان، أم تجعله عبد المطعم والمشرب، والخداع والغش واللهو والظلم والتحرر والانطلاق في الشهوات ؟ أهذه حضارة وهي التي تنحط بغرائز الإنسان، فيصبح كالحيوان في المراقص والشواطئ والأندية والخمرة والميسر ـ [والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام](1).[أفحسبتم إنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلاّ هو رب العرش الكريم](2).ولا هم للإنسان فيها إلاّ التفاخر بالأسلحة الفتاكة، والتنافس في البنيان والقصور [أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين](3). قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة (4).؟
__________________________________
1 ـ محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ: 12.
2 ـ المؤمنون: 115.
3 ـ الشعراء: 130.
4 ـ سنن ابن ماجة: 4135.