ـ(118)ـ
6 ـ الديمقراطية: وتعني: السيادة للشعوب، أي أنها المصدر الحقيقي للتشريع والسلطة معاً، وإرادة الشعب هي إرادة الله الذي تركته الحضارة الغربية، وهو القوة.
ونحن لا ننكر ما للحضارة الغربية من إيجابيات في التقدم العلمي في مختلف الميادين، وتسيير الحياة وتسهيلها بالمخترعات والمكتشفات التي أعانت الإنسان على الحياة الرخية، غير أنها انحطت بإنسانية الإنسان، ونشرت القلق والنزاع والصراع وأفقدته معاني القيم المثلى والطمأنينة والروحانية، وأدارت حياته على المنفعة والمصلحة، وجعلت ثقافته ثقافة خالية من عنصر الأمن والسمو الخلقي والفكري، وأدت بالأسرة إلى الانهيار، وبالجنس إلى الدمار، ودفعت الشباب إلى نيل الشهوات، وتعاطي المخدرات، واكتساب الأمراض والعاهات.
إنّ من سلبيات الحضارة الغربية المادية: أن جعلت العالم مرتعاً للاستغلال:
ألم تناد فرنسا بالحرية والإخاء والمساواة في الوقت الذي كانت القوات الفرنسية تسحق الشعوب في أفريقيا وجنوب آسيا ؟!
ألم تناد أمريكا بالسلام وهي تسحق الشعب الصومالي باسم الإغاثة، وتؤيد الصهيونية في القضاء على الشعب الفلسطيني، وتسكت عن جرائم الصرب والكروات والهنود في البوسنة والهرسك وكشمير؟!
بل إنّ الحضارة الغربية المادية تعمل على طمس الحضارة الإسلاميّة والثقافة الإسلاميّة في العالم الإسلامي والعربي، وتقمع الإسلاميين، في الوقت الذي تنادي فيه بالتعددية والديمقراطية.
ألم تجعل العالم على فوهة بركان متوتر الأعصاب، مقلق النفسية، مرتكزاً على كبسولة القنبلة الذرية وواضعاً يده على مفتاح الصواريخ ؟! بل أدت الحضارة الغربية إلى أحادية الدولة القادرة في النظام العالمي الجديد.
أسس الحضارة الإسلاميّة:
إنّ أسس الحضارة الإسلاميّة هي التعاليم الإسلاميّة القائمة على ما يلي:
1 ـ توحيد الله، وهو الإيمان بأن الله هو الإله الواحد المتصرف في الكون والخلق، وهو الفرد الصمد الكامل القادر الخالق لكل الموجودات [لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة](1) [هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً](2).
__________________________________
1 ـ الحشر: 22.
2 ـ الكهف: 38.