ـ(100)ـ
وأمثلة ذلك موجودة في الصحيحين وغيرها" (13).
وستتضح وجاهة هذا الإشكال عند التعرض لإشكالات مدرسة أهل البيت على التعريف المذكور.
وشدد الحاكم النيسابوري (المتوفى سنة 405 هـ) في كتابه ( معرفة علوم الحديث) في تعريف الحديث الصحيح، فقال: "وصفة الحديث الصحيح أن يرويه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ صحابي زائل عنه اسم الجهالة، وهو أن يروي عنه تابعيان عدلان، ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلى وقتنا هذا، كالشهادة على الشهادة"(1).
الحديث الصحيح عند مدرسة أهل البيت:
هناك اصطلاحان مختلفان للحديث الصحيح عند مدرسة أهل البيت.
الأول: اصطلاح القدماء. والثاني: اصطلاح المتأخرين. وسوف نتعرض لبيان المسوغات الموضوعية لاستخدام الاصطلاح في معناه المحدد عند كلّ منهما على انفصال
مصطلح الصحيح عند القدماء:
تسالم القدماء على تسمية الحديث المحفوف بقرائن الصحة صحيحاً، بقطع النظر عن شرائط الصحة المتعارفة عند المتأخرين (الاتصال، العدالة، الضبط).
فسواء كان الحديث متصل الإسناد أو مرسلاً، وسواء كان الراوي عادلاً ضابطاً أو ليس كذلك، فمادام الحديث محتفا بقرائن الصحة، المعتبرة عندهم، يعد الحديث صحيحاً، وحجة يعمل بمؤداه.
قال الشيخ المفيد (المتوفى 413 هـ): (والأخبار الموصلة إلى العلم بما ذكرناه ثلاثة أخبار: خبر متواتر، وخبر واحد معه قرينة تشهد بصدقه، وخبر مرسل في الإسناد يعمل
__________________________________
1 ـ الحاكم النيسابوري، أبو عبدالله، كتاب معرفة علوم الحديث، تحقيق: السيد معظم حسين، أم ـ أي، دي ـ فل (أكسن)، ط حيدر آباد ـ الهند، ص 77.