ـ(93)ـ


موقف الشيعة الأمامية
من كتاب الله تعالى

الدكتورة عائشة يوسف المناعي

التقريب الذي نصبوا إليه وكما أراه ويراه بعض الكتاب المحدثين (1) لا يعني: الدعوة لنشر مذهب دون غيره من المذاهب، ولا هو دعوة للإسلام بين غير المسلمين، ولا هو محاولة لرد الغلاة من الفرق والطوائف الغالية إلى الإسلام الحق، وليس من شأنه أيضاً دمج مذاهب ومدارس الفكر عند المسلمين ما دام الاختلاف الفكري لا ينقلب إلى عداء وانقسام في وحدة الجماعة.
فالتقريب كما أراه: هو نبذ الخصومة والعداء، لا نبذ الاختلاف، إذ الاختلاف مبعثه: وجهات النظر المبنية على الفكر الحر. أما الخصومة فهي: افتراق يبنى على التعصب وضيق الأفق، لا سبيل معه إلى المحاورة واللقاء.
ومن أهم أهداف التقريب الذي نصبوا إليه: طرح الخصومة في الدين، ومحاولة التحرر من حمل وزرها، وعدم توارثها سلفا عن خلف، وتحويل الاختلاف بيننا إلى رحمة نستفيد منها في حساباتنا، ونصحح بها توجهاتنا، دون الدخول في متاهات التضليل والتكفير، وما يترتب عليهما من فرقة وخصومة وعداء.
__________________________________
1 ـ راجع معالم التقريب بين المذاهب الإسلاميّة لمحمد عبد الله المحامي: 7، كتاب الهلال، مارس (1989م).