ـ(9)ـ
اتهامها مما تراه من عواطف مشتركة وأفكار مشتركة، بل ومصير مشترك يجمع كل جماهير الصحوة وروادها.
في الصحوة إذن، خير كثير... خير (التقريب)...؛ لأنها مظهر حياة...، والحياة تجعل بين الجسم ترابطاً عضوياً.
ودعاة التقريب يجب أن يركزوا على تنامي هذا المظهر الحياتي في الأمة، ويعمقوه من خلال لقاءات ودراسات مشتركة، وإعلام مشترك، وتوجه صادق نحو قضايا إسلامية مشتركة.
وتبقى نقطة هامة يجب أن يلتفت إليها رواد الصحوة، وهي: أنهم جميعاً يواجهون مؤامرة "الإحباط"...، وتقوم على أساس هدم الصحوة من داخلها، وخلق حالة يأس في الأمة من الأمل الإسلامي والعودة الإسلامية، ووسيلة الأعداء لتحقيق هذه المؤامرة مواضع الضعف الطبيعية والمفتعلة الموجودة في العالم الإسلامي، وقد درس الأعداء هذه المواضع بجد وتحروها بدقة وبنوا خطتهم على أساسها.
لا نريد استعراض كل مواضع الضعف التي تعاني منها امتنا، فهذا مالا يستوعبه مقال، بل نشير فقط إلى ما يرتبط منها برواد الصحوة وطلائعها المفكرة، عسى أن نسهم بخطوة على طريق حماية مسيرة الصحوة من الأخطار، وهي مسيرة يشكل التقريب لها سدى ولحمة، أما مواضع الضعف فهي:
الأول: مشكلة الأصالة والمعاصرة:
غير خاف أن إنسان الصحوة يتطلع إلى تطبيق الإسلام، انطلاقاً من واجب شرعي يؤمن به، وانبثاقاً من يأس عم العالم الإسلامي من طروحات الشرق والغرب وهنا تبرز أمام العلماء والمفكرين مسؤولية تقديم المشروع الإسلامي لجميع جوانب الحياة، جامعاً بين "الأصالة" و"المعاصرة".
فالأصالة تفرض عمقاً اجتهادياً في مصادر الشريعة..، والمعاصرة تفرض تفهماً واسعاً لآخر ما أنتجه الفكر البشري وقدمته التجارب البشرية من معطيات في حقل إدارة دفة المجتمع؛ ليكون التطبيق الإسلامي مواكباً لتطور المسيرة البشرية، مع المحافظة على كل خصائصه الثابتة.