ـ(78)ـ
المنهج العلميّ (التجريبيّ):
هذا منهج حديث، قد تبع فيه قسم من المفكرين الإسلاميين، رواد الفكر الأوربي الحديث، فتسرب إلى مصر الحديثة والهند والعراق وإيران، ومنها إلى جميع البلدان الإسلاميّة، ويعرف اليوم بـ(الحداثة)، وله أنصاره ورواده، ويعتبر واحداً من التيارات الفكرية المعاصرة الوافدة من الغرب إلى العالم الإسلامي. ولهؤلاء رأي خاص في أدوات المعرفة البشرية، ومن ميزاتهم: الاعتماد التام على الحس والتجربة. وقد رفضوا المنهج العقلي والمنطق الأرسطاطاليسي رفضاً باتاً، وحاولوا البحث عن المعارف العليا والمتافيزيقيا والدين بمناهج مستخدمة في مجال الطبيعة والعلوم التجريبية(1).
ومن آثار هذا المذهب الكلامي: تفسير المعجزات تفسيراً مادياً، وتفسير النبوة بالنبوغ والعبقرية البشرية، وتوجد أمثال هذه الآراء بكثرة في آثار السيد أحمد خان الهندي (2).، وقد أفاد الدكتور عبد الرزاق نوفل منه في كتابه: (المسلمون والعلم الحديث)، وأشار إليه فريد وجدي في كتابه: (الإسلام في عصر العلم)، حيث يقول: (بما أنّ خصومنا يعتمدون على الفلسفة الحسية والعم الطبيعي في الدعوة إلى مذهبهم فنجعلها عمدتنا في هذه المباحث، بل لا مناص لنا من الاعتماد عليها؛ لأنهما اللذان أوصلا الإنسان إلى هذه المنصة من العهد الروحاني (3).
المنهج الفطري
وهذا منهج دل عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام، وبينوا للناس أنه المنهج الوحيد الذي
__________________________________
1 ـ الدكتور عبد الحليم محمود، التوحيد الخالص أو الإسلام والعقل، المقدمة.
2 ـ محمود شلتوت، تفسير القرآن الكريم: الأجزاء العشرة الأولى: 11 ـ 14 وإقبال اللاهوري، إحياء الفكر الديني في الإسلام (الترجمة الفارسية بقلم أحمد آرام): 147 ـ 151.
3 ـ على أطلال المذهب المادي 1: 16.