ـ(71)ـ
1 ـ المنهج النقلي المحض.
2 ـ المنهج العقلي المحض.
3 ـ المنهج الذوقي والإشراقي.
4 ـ المنهج الحسي والتجريبي (والعلمي بالمعنى الحديث)
5 ـ المنهج الفطري.
المنهج النقلي المحض
هذا المنهج يمثله الحنابلة والسلفيون في التاريخ، فهم الذين حرموا الرأي والنظر في المسائل الدينية، فاقتصروا في تفسير المتون الإسلاميّة في الكتاب والسنة على المعنى اللغوي والحرفي، وحظروا التأويل، وعدوا السؤال بدعة، والكلام والاحتجاج العقلي ابتداعاً وانحيازاً لأهل الأهواء والكلام، كما انهم حرموا علم الكلام أيضاً، عكفوا على دراسة الكتاب والسنة من دون تعمق، وسموا عملهم هذا "اتباعاً".
إن قصارى جهد هؤلاء هو: أنّ يدونوا الأحاديث الخاصة بالمسائل الاعتقادية، وأن يبوبوها ويشرحوا لغاتها المشكلة ويذكروا أسانيدها كما فعله: البخاري، وأحمد بن حنبل، وابن خزيمة، وبلغ بهم الأمر في تحريم علم الكلام والنظر في المسائل الاعتقادية أنّ أفرد بعضهم رسالة سماها بـ (رسالة في تحريم النظر في علم الكلام) وهو ابن قدامة الحنبلي.
قال أحمد بن حنبل: (لا يفلح صاحب الكلام أبداً، ولا تكاد ترى أحداً نظر في الكلام إلاّ وفي قلبه دغل)(1). وبالغ في ذم هذا العلم حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه، بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة، وقال لـه : (ويحك، ألست تحكي عنهم أولاً ثم ترد عليهم ؟ ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث؟)(2).
وقال أحمد أيضاً: (علماء الكلام زنادقة)(3). قال: وقال الزعفراني: قال الشافعي: (حكمي في أصحاب الكلام: أنّ يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل والعشائر،
__________________________________
1 ـ ابن قدامة ن تحريم النظر في كتب أهل الكلام: 17.
2 ـ الدكتور عبد الحليم محمود، التوحيد الخالص، أو الإسلام والعقل: 4 ـ 20.
3 ـ المصدر السابق.