ـ(205)ـ
بأهل كتاب، وإنّما هم ملاحدة، دينهم الدولار، وأمنيتهم الاستيلاء على ثروات الأرض، فإن اليهود في فلسطين معظمهم صهاينة ليسوا بأهل دين، بل هم جزء من منظمة وحركة سياسية عنصرية عالمية برزت إلى الوجود بدعم من الاستكبار العالمي، وتقودها الصهيونية العالمية حالياً (1).
على أنّ اليهود في العالم يعدون بعشرات الملايين، وكلهم مع يهود فلسطين، وبيدهم ثروات هائلة، وفي قبضتهم السوق العالمي والمصانع والسفن والأسلحة، ووسائل الإعلام العالمي فكيف يجوز أنّ يقال: إنّ اليهود اليوم أقل من أهل مكة في ذاك اليوم ؟ ! فيجب إذاً أنّ نضع هذه الأشياء في الميزان ثم نحكم بالصلح، وبدونها لن يتحقق صلح عادل.
3 ـ إنّ الصلح كان مع أهل مكة بأمر من الله دون مشورة المؤمنين، بل كان أكثرهم قاوموا النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أمام عقد الصلح وعند بعض بنوده، حتّى أنزل الله سورة الفتح [إذا جاء نصر الله والفتح..] وكشف النقاب عن وجه الصلح، وعده فتحا مبيناً، ومع ذلك لم يعترف كثير منهم في صميم قلوبهم وباقتناع نفسي بأنه كان خيراً، حتّى رأوا النتيجة ماثلة أمامهم بعد مدة.
4 ـ كانت هناك حكم وأسباب جاءت في سورة الفتح تصريحاً أو إيماءاً: كالحفاظ على المؤمنين والمؤمنات القاطنين بمكة يومئذٍ، والذين لم يعرف أشخاصهم. وكالحصول على الأرضية المناسبة لاختلاط المسلمين بالمشركين، وتبيين الإسلام لهم، واكتساب قلوبهم صوب المسلمين، وغير ذلك مما صرحتم به في مقالكم، ويعلم بالتدبر في سورة الفتح وفي الحوادث التي حدثت عقيب الصلح، ولا يوجد شيء من هذه الحكم والأسباب في الصلح مع اليهود الآن، بل الأمر بالعكس كما سنوضح.
5 ـ اليهود الآن بما أعدوا واستعدوا للمعركة الصارمة ، معتمدين على تلك القوى العالمية الشيطانية فإنهم قادرون على أن يقضوا على الشعب الفلسطيني بأجمعه ، وعلى من جاورهم من الشعوب ، ولا سيما القاطنين في أرض الجزيرة العربية التي كانت لليهود فيها
__________________________________
1 ـ الماسونية للدكتور الزعبي: 175.