ـ(197)ـ
واستمعنا إلى أقوالهم ما وجدنا أبداً ما يبرر وجود أي اختلاف بينهما، بل ألفينا أنّ الهموم الإسلاميّة مشتركة، وأن التحديات التي تواجه الجميع واحدة، وأن الآمال والتطلعات نحو المستقبل متشابهة تماماً.
والذي سرنا من الأعماق هو: اهتمام كلّ من زرناهم من العلماء الزيدية والسنة بظاهرة قيام الدولة الإسلاميّة المباركة في إيران، وكان استقبالهم لنا حافلاً؛ لأننا قادمون من إيران بهدف التواصل والتعارف.
والإخوة الزيدية هيأوا لنا فرص لقاء وحوار، وأطلعونا على مركز نشاطهم الإسلامي في حقل التدريس والطباعة والنشر والإعلام. والإخوة أهل السنة وفروا لنا مثل هذه الفرص، فكانت لنا مع علمائهم وأساتذتهم جلسات حوار هادف بناء طرحت خلالها كلّ القضايا صراحة، وبينا لهم: أنّ الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية تتبنى النهج الرسالي، لا (الطائفي)، وأنها إذا أقرت في دستورها المذهب الشيعي فإنها أقرته باعتباره مدرسة فقهية معترفاً بها من قبل كلّ المسلمين، قائمة على أساس القرآن وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وهي ترفض الطائفية بمختلف صورها، وتتخذ من قضايا أمتنا الإسلاميّة موقفاً (مبدئياً)، لا (مصلحياً) ولا (طائفياً)...، ولهذا أمثلة كثيرة. وكان لهذا الكلام أطيب الوقع على هؤلاء السادة العلماء والأساتذة، ورأيناهم يرددون: أننا بحاجةٍ إلى مثل هذه اللقاءات؛ ليفهم بعضنا بعضاً مباشرةً، دون الاعتماد على إعلام الآخرين.
كما وفر لنا الإخوة علماء السنة فرصة القيام بجولة في مدارسهم ومعاهدهم العلمية، حيث يدرس فيها الطلبة والطالبات العلوم الإسلاميّة ، ويحفظون القرآن الكريم.
كما رأينا الاهتمام الفائق بالتربية والتعليم وفق مقتضيات العصر في هذه المؤسسات التعليمية.
وفي لقاءاتنا مع الإخوة من علماء الزيدية أكدنا لهم ضرورة الانفتاح على الإسلام بمعناه الرسالي الحضاري الواسع، والابتعاد عن كلّ ما يفرق بين المسلمين من موروثات تاريخية. فرأينا كثيراً منهم يحمل نفس توجهاتنا، وأوعدونا كما أو عدنا الإخوة من علماء السنة أنّ يكون الهم الإسلامي والمصلحة الإسلاميّة ووحدة أبناء اليمن على أساس من عقيدة الإسلام ومنهجه فوق كلّ الاعتبارات.