ـ(195)ـ
يمثلان قمة من قمم المجد والشموخ والقدوة، والمشعل الذي يضيء الطريق أمام المسلمين، وهم يحاولون اليوم أنّ يستعيدوا وحدتهم وعزتهم وكرامتهم.
وكم تمنينا أنّ تتحول هذه البقعة إلى مزار إسلامي عام، ومعلم بارز من معالم تاريخنا الإسلامي العظيم؛ لأنها وإن كانت تعيد إلى الأذهان حادثة "هزيمة" ظاهرية للمسلمين تسجل في الواقع"انتصاراً" للعقيدة، وللروح الجهادية، وللمواقف البطولية في تاريخ الإسلام. إنها تفتح أمام المسلم الزائر افقا رحبا بعيداً واسعاً بمقدار ما يحمل الإسلام من بعد واسع... ونقله المسلمين إلى تلك الآفاق الواسعة ضرورة التقريب والوحدة.
وتوفرت لنا خلال هذه الجولة زيارة لجامعة اليرموك، وفيها التقينا المسؤولين الذين قابلونا بحفاوة بالغة وبروح إخوية، ودارت معهم أحاديث شتى حول مسائل العالم الإسلامي وسبل توحيد صفوف الأمة. واطلعنا على مناهج دراسات الجامعة والمستوى العلمي المرموق الذي تتمتع به، خاصة على مستوى الدراسات العليا.
ثم كان لنا لقاء مع طلبة الجامعة في قاعة الاجتماعات. ألقى في البداية السيد الأمين العام للمجمع كلمة شكر فيها مسؤولي الجامعة، وتحدث عن أهداف مجمع التقريب والخطوات العملية التي قطعها. ثم فسح المجال للطلبة كي يلقوا أسئلتهم.
كان في كثير من الأسئلة شوق لفهم ما يجري في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية، وللاطلاع على مدى تجاوب العالم الإسلامي لفكرة التقريب، ولكن كان بعض الأسئلة والتعليقات ينم عن البعد الموجود بين أبناء العالم الإسلامي وعن ضخامة حجم المؤامرة التي فرقت بين المسلمين وأثارت بينهم الحساسيات والحزازات.
وكانت هذه فرصة رائعة لكي يدلي الإخوة الطلبة بكل ما في أذهانهم، وليسمعوا الجواب من السيد الأمين العام، ومن سائر أعضاء الوفد الإيراني بشأن الشيعة، والإمام الراحل الخميني رحمه الله، ودستور الجمهورية الإسلاميّة ..، والنظام القائم في إيران الإسلام...، و...، وكانت الجلسة بمجموعها جلسة تقريبية مباركة... حضرنا بعدها حفل ضيافة كريمة أعدته الجامعة للوفد الزائر.. ثم ودعنا اليرموك وجامعتها ونحن نحمل أجمل الانطباعات عن هذه الزيارة.