ـ(193)ـ
واستمرت الندوة يومين انعقدت خلالهما في الصباح والمساء، وخرجت بنتيجة واحدة هي: ضرورة مواصلة هذه البحوث والدراسات؛ للتوصل إلى مشروع متفق عليه في الحقوق. وهو موضوع هام خاصة في ظروف التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم الإسلامي، إذا اختلطت المعايير، وديست حقوق الشعوب، وانتهكت الحرمات باسم القانون الدولي. ولابد لامتنا الإسلاميّة ـ وهي تتجه نحو استعادة وجودها وكرامتها ـ أنّ تطرح على الساحة العلمية بوضوح حقوق الفرد والجماعة في جميع المجالات، وأن تلتزم بها كي تثبت للعالم عمق توجهها الحضاري، وانضباطها التام في إطار الالتزام بالحقوق والعقود الفردية والجماعية.
وكان للأستاذ أمين الندوة والمشرف على أعمال مجمع أهل البيت الدكتور ناصر الدين الأسد دور كبير في إنجاح الندوة، فلقد عرفنا الرجل من الباحثين في الأدب العربي ومصادره، خاصة في العصر الجاهلي، ورأيناه هذه المرة وهو يناقش مسائل الفكر الإسلامي بعمق واضح، ويدير الندوة بمهارة فائقة. وكان ممن سعدنا بلقائهم في هذه الندوة المباركة: الأستاذ الدكتور عبد العزيز الخياط وهو من دعاة التقريب وأعلام الفكر الإسلامي، والأستاذ الدكتور فاضل الحسيني الميلاني، وهو أيضاً صاحب قلم معروف في مجالات الفكر والتراث والتقريب، والشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان، وممثل المذهب الأباضي في الندوة، وعضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة في طهران، وسماحة الشيخ عز الدين الخطيب التميمي الذي يجمع بين الأوسمة العسكرية والأوسمة العلمية الدينية، والأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري رئيس جامعة بغداد سابقاً، وصاحب الدراسات التاريخية المعمقة حول أهم فترات الحضارة الإسلاميّة في القرنين الثالث والرابع.
وبعد، فإن هذه الندوة شملت برعاية جادة على أعلى المستويات. واشترك فيها من الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية أيضاً: الدكتور محمّد باقر الحجتي، والدكتور بي آزار الشيرازي، وكان لنا خلال هذه الزيارة لقاء بالأستاذ عربيات رئيس مجلس الشورى الأردني، ودار في هذا اللقاء حديث جاد ومفيد حول مستقبل العالم الإسلامي