ـ(131)ـ
ومعارفه وخدماته؛ لأن عدم الزيادة يقتضي التوقف والتوقف ينتج عنه التراجع، والتراجع يؤدي حتماً إلى الانحطاط إنّ لم يؤد إلى الموت.
إنّ هذا التوازن يقضي على الهوة السحيقة التي خلقتها النظريات المادية الحديثة والقديمة التي أتى معها الدمار والخراب، والفراغ الروحي والقلق اللذين أصبحا يهددان سعادة المجتمع الإنساني.
إنّ هذه النظريات أصبح لها أنصار وحواريون يأخذون بها، ويعملون على تطبيقها، ويكافحون في سبيل الإقناع بها. ومن المؤسف أنّ نجد بعض المثقفين من المسلمين قد تأثروا بهذه النظريات واعتنقوها، وصارواهم بدورهم يعملون على نشرها وتعميمها في بعض المجتمعات الإسلاميّة، جاهلين أو متجاهلين النتائج الخطيرة التي ستحل بمجتمعاتهم وأوطانهم إنّ انساقوا معها وساروا في ركبها.
إنّ المفكرين المسلمين مطالبون بتغيير جذري لحياة المجتمع الإسلامي، بحيث تتجه الحياة الاجتماعية اتجاها اسلاميا صحيحاً متوازناً. فالتغيير المطلوب لحياة مجتمعنا لا يتنكر للتقدم العلمي والتكنولوجي، كما لا يتنكر للحقائق التي تزيدنا ارتباطاً بالإسلام وتعاليمه.
لقد واجه الإسلام ثقافات جاءت من مصادر غير إسلامية، وقد انتقلت تلك الثقافات في مختلف حقولها إلى المجتمع الإسلامي فلاقت بعض الاصطدام والتردد، ثم أنطلقت وأصبحت جزءاً من الثقافة الإسلاميّة، وتوسعت ونشطت حتى كأن المجتمع الإسلامي أصبح صاحب تلك الثقافة، فأدى الأمانة بدوره إلى العالم الإسلامي.
إنّ الدين الإسلامي كان ولا يزال قوياً في قلوب أتباعه بسبب نجاحهم في الحياة الاجتماعية. قد قدمت الثقافة الإسلاميّة للعالم ثروة كبرى، وزودت الثقافة الحديثة بتراث لا يمكن تناسيه؛ لأن ثقافة الإسلام تحرك الإنسان حركة دائمة نحو التقدم الحديثة بتراث لا يمكن تناسيه؛ لا، ثقافة الإسلام تحرك الإنسان حركة دائمة نحو التقدم في شتى مجالات التطور العقلي، وتتحمل كل جديد وكل معرفة بقلب مشتاق، وتعتبرها سلوكاً إلى الله تعالى ومعرفة لـه وكمالاً للإنسان.
(إنّ الإسلام يحتفظ بثوريته؛ لأنه دين الشعوب المستضعفه، دين الشعوب الثائرة،