ـ(123)ـ
أشار عليك القوم، قال: وأنت فأشر، قال: فإني أرى أنك تقسمه، ففعل)، أخرجه السمان(1).
و ـ وجاء في كتاب "ثمرات الأوراق في المحاضرات" تأليف الإمام تقي الدين أبي بكر بن علي، المعروف بابن الحجة الحموي الحنفي ـ المتوفى سنة 837 هـ ما هذا نصه:
(إنّ المسلمين تكامل لهم فتوح الشام فأقاموا على دمشق شهراً، فجمع أبو عبيدة أمراء المسلمين واستشارهم في المسير إلى قيسارية، أو إلى بيت المقدس، فقال لـه معاذ بن جبل: أيها الأمير، اكتب إلى أمير المؤمنين عمر فحيث أمرك امتثله، قال لـه : أصبت الرأي يا معاذ، ثم كتب إلى أمير المؤمنين عمر يعلمه بذلك، وأرسل الكتاب مع عرفجة بن ناصح النخعي فسار حتى وصل المدينة، فسلم الكتاب إلى عمر، فقرأه على المسلمين واستشارهم، فقال علي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين، مر صاحبك ينزل بجيوش المسلمين إلى بيت المقدس، فإذا فتح الله بيت المقدس صرف وجهه إلى قيسارية، فإنها تفتح بعدها إن شاء الله تعالى، كذا أخبرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، قال عمر: صدق المصطفى ـ صلى الله عليه وآله ـ، وصدقت أنت يا أبا الحسن ثم دعا بدواة وبياض وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر إلى عامله بالشام أبي عبيدة: أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلاّ هو، وأصلي على نبيه، وقد وصلني كتابك تستشيرني إلى أي ناحية تتوجه، وقد أشار ابن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالمسير إلى بيت المقدس، فإن الله يفتحها على يديك، والسلام.
فلما وصل الكتاب إلى أبي عبيدة قرأه على المسلمين، ففرحوا بالمسير إلى بيت المقدس، وتقدم الجيش إلى بيت المقدس، وأقام المسلمون في القتال عشرة أيام، وأهل بيت المقدس يظهرون الفرح لعدم الخوف... ـ إلى أنّ قال ـ: فانصرف أبو عبيدة وأمر الناس بالكف عن القتال.
وكتب أبو عبيدة إلى عمر: يعلمه بالخبر على يد (ميسرة بن مسروق) فلما وصل الكتاب إلى عمر فرح، وقراه على المسلمين، وقال: ما ترون ؟ فكان أول من تكلم عثمان ابن عفان، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الله قد أذل الروم، فإن أنت أقمت ولم تسر إليهم علموا أنك بأمرهم مستخف، فلا يثبتون إلاّ يسيراً، قال: فلما سمع عمر ذلك من عثمان جزاه
__________________________________
1 ـ ذخائر العقبى للحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري: 82.