ـ(122)ـ
ويشهد بما لم ير، ويحب الفتنة، ويبغض الحق فلم يجبه.
فقال عمر: ازددت كفراً إلى كفرك، فأخبر بذلك علي ـ عليه السلام ـ فقال: هذا رجل من أولياء الله لا يرجو الجنة ولا يخاف النار، ولكن يخاف الله ولا يخاف من ظلمه، وإنّما يخاف من عدله، ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة، ويأكل الجراد والسمك، ويأكل الكبد، ويحب المال والولد [إنّمّا أموالكم وأولادكم فتنه]، ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرهما، ويكره الموت وهو حق)(1).
د ـ وفي كنز العمال (4 / 39) عن أبي البختري، عن علي قال: قال عمر بن الخطاب للناس: فضل عندنا من هذا المال، قال الناس يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك. (قال علي): فقال لي ك ما تقول أنت ؟ قلت: قد أشاروا عليك، قال: قل، قلت: لا تجعل يقينك ظناً، فقال: لنخرجن مما قلت، فقلت: أجل والله لأخرجن منه. أتذكر حين بعثك نبي الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ساعياً ؟ فقلت لي: انطلق معي إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فنخبره بالذي صنع العباس، فانطلقنا إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فوجدناه خاثراً، فرجعنا، ثم غدونا عليه الغد، فوجدناه طيب النفس، فأخبرته بالذي صنع العباس فقال لك: أما علمت أنّ عم الرجل صنوا أبيه ؟ وذكرنا لـه الذي رأيناه من خثوره في اليوم الأول، والذي رأيناه من طيب نفسه في اليوم الثاني. فقال: إنكما أتيتما في اليوم الأول، وقد بقي عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتما من خثوري لذلك، وأتيتما في اليوم الثاني وقد وجهتهما، فذلك الذي رأيتما من طيب نفسي، فقال عمر: صدقت والله لأشكرن لك الأولى والآخرة.
هـ ـ وأخرج علي المتقي الحنفي الحديث المتقدم من خمسة كتب: مسند أحمد بن حنبل، ومسند أبي يعلى، وكتاب الدورقي، وسنن البيهقي، وسنن أبي داود. هذا وقد أخرج هذه القضية جماعة من علماء السنة والإمامية غير من تقدم ذكرهم. منهم: المحب الطبري الشافعي في ذخائر العقبى بسنده عن موسى بن طلحة (أنّ عمر اجتمع عنده مال فقسمه ففضل منه فضلة فاستشار أصحابه في ذلك الفضل، فقالوا: نرى أنّ تمسكه، فإذا احتجت إلى شيء كان عندك، وعلي في القوم لا يتكلم، فقال عمر: مالك لا تتكلم يا علي ؟ قال: قد
__________________________________
1 ـ مناقب آل أبي طالبٍ لابن شهر آشوب المازندراني 1: 491.