ـ(114)ـ
إنه يناقش الفكر الماركسي المادي بأروع مناقشة، كما يناقش الفكر الرأسمالي بكل عمق، فإذا انتهى من نفيهما عاد إلى منبع الوحي، يستقي منه المذهب الاقتصادي الإسلامي الأصيل.
وكذلك يناقش الأفكار اللامنطقية المنحرفة بكل منطقية وبرهنة، ثم يختار الرأي الأصيل. وأنت تجد هذه الأصالة في كل ما كتب وخطب.

هـ البعد الاجتماعي:
وهي صفة هامة إلى جنب الصفات الأخرى التي يتسم بها تنظيره الفريد... إنه يرى الإنسان موجوداً يتكامل في الإطار الاجتماعي لا غير، ووعى الإسلام ديناً، يركز على المسيرة الإنسانية الاجتماعية المتكاملة وإن كان يمنح الفرد أصالته الذاتية.
هذه النظرة الاجتماعية الواسعة قد تجلت في أغلب بل في كل ما كتب، حتى تجده يطرد النظرية الفلسفية الإسلامية من خلال مقدمة اجتماعية. وإذا تعرض لحركة الاجتهاد طرحها بهذا المنظار. وإذا درس فكرة الإمامة أو الخلافة الإنسانية تجلى هذا البعد بشكل رائع، كل هذه كانت ملامح للشهيد العظيم، منظراً للامة ومخططا لها صورتها ونظرتها الكونية (وأيديولوجيتها) السلوكية العامة.

2 ـ التربية:
وهي تستحق أن تشكل بعدا ضخماً من أبعاد شخصية الشهيد الصدر العظيمة، ولقد قضى كل عمره الشريف المبارك مربيا يصنع الجيل الناهض الواعي من خلال:
أ ـ تربيته للعديد من العلماء الواعين الذين انتشروا يبثون أنوار التربية الإسلامية في جسم الأمة المسلمة.
ب ـ محاضراته العامة التي كانت تترك أكبر الآثار في نفوس الشباب الإسلامي والعراقي المتطلع.
ج ـ مؤلفاته التي تخاطب القلب والعاطفة، كما تخاطب العقل، فتترك أثرها المتوازن على شخصية الجيل الإسلامي، مما أمكننا أن نقول بحق: إنه ربى جيلاً كاملاً،