ـ(113)ـ
وأروع ما نجده من تخطيطٍ وتنظيرٍ هو: ما تجلّى في كتابه الرائع (اقتصادنا)، فهو أفضل نموذجٍ لبيان هذه الخصوصيّة.

ب ـ العمق:
وهي خصوصيّة يشهد لها كلّ من هو بمستوى فهم البحث المعمّق حين يطالع كتبه الرائعة. إنّه يتجلّى كلّ كتابٍ من كتبه، وكلّ حديثٍ من أحاديثه، وكلّ درسٍ من دروسه القيّمة.
إنّه يتتبّع الفكرة، مناقشاً إيّاها بكلّ منطقيةٍ وموضوعيةٍ وإبداعٍ ، دارساً الصلة بينها وبين أسسها ، وربما حاكم الفكرة على أساسٍ ممّا تقوله هي، وهو ما صنعه حين ناقش (المادّيّة الديالكتيكيّة) على ضوئها هي.
وأروع ما يتجلّى العمق في كتبه الفقهيّة والأصولية التي عبّرت عن مرحلةٍ جديدةٍ في هذا المجال، كما يتجلّى بوضوحٍ في كتابه الرائع (الأسس المنطقيّة للاستقراء)، والذي قال عنه: (إنني أقمت البراهين في هذا الكتاب بما لو قرأه المادي لآمن بالله وبالعلوم الطبيعية معاً، أو كفر بهما معاً، وأغلقت في وجه الكافر باب الخضوع للعلم والتمرّد على الله سبحانه).

ج ـ الموسوعيّة:
فقد ألف في مختلف المجالات الإسلامية: الاجتماعية، والاقتصادية، والفلسفية، والماليّة والأصولية، والفقهيّة، والتاريخية، والحضاريّة، والتفسيرية، والحديثيه والعقائديّة وغيرها، وجاء في كل هذه المجالات بالجديد العميق، وهو ما يقودنا إلى الصفة الأخرى وهي:
د ـ الأصالة:
فهو يستقي من القرآن والقرآن لا غير، يسلك الطريق الوسطى، رافضاً كلّ السبل الأخرى، غير متأثرٍ بأية فكرةٍ لا تأتيه من منبع الوحي وإن كان يستوعبها بحثاً ونظراً، ولا يقف منها موقف الرفض اللاموضوعيّ