ـ(87)ـ
وتقريب الاستدلال: فقد قرب الآمدي الاستدلال بهذه الآية الكريمة بوصف الأمة بكونهم وسطاً، والوسط هو: العدل، ويدل عليه النص واللغة.
أما النص: فقوله تعالى:[ قال أوسطهم ألم أقل لكم](1) أي: أعدلهم.
وأما اللغة: فقول الشاعر:
(هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم) أي: عدول، الوجه في ذلك: أنّ الله عدلهم وجعلهم حجة على الناس في قبول أقوالهم، كما جعل الرسول حجة علينا في قبول قوله، ولا معنى لكون الإجماع حجة سوى كون أقوالهم حجة على غيرهم(2).
الثالثة: قوله تعالى:[كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر](3).
وتقريب الاستدلال: قرب البصري ـ محمّد بن علي الطيب ـ الاستدلال بهذه الآية الكريمة: بأن ما ورد في الآية الكريمة يدل على أنهم ينهون عن كلّ منكر؛ لأن الألف واللام إذا دخلت على اسم الجنس عمت، فلو أجمعوا على مذهب منكر لما نهوا عنه، بل كانوا أمروا به (4).
وهناك آيات أخرى استدلوا بها، ولكنها لم تسلم من مناقشات طويلة في دلالتها، فلم تصلح وحدها للدلالة على حجية الإجماع، لذا اقتصرت على ذكر أهمها.
مناقشة الآيات:
لقد أورد الشيخ الطوسي على الآية الأولى: بأن الألف واللام لا يقتضيان الاستغراق والشمول، بل هما مشتركان لهما ولغيرهما، فإذا كان كذلك كانت الآية كالجملة تحتاج إلى بيان. ويحتمل أنّ يكون أريد بها: جميع المؤمنين، ويحتمل أنّ يكون
______________________________________
1 ـ القلم: 28.
2 ـ الإحكام للآمدي 1: 157.
3 ـ آل عمران: 110.
4 ـ المعتمد للبصري 2: 461.