ـ(46)ـ
ثم انتقل إلى الحديث عن مسألة ظهور المعجزات فقال: (فأما ظهور المعجزات عليهم ـ عليهم السلام ـ والإعلام فإنه من الممكن الذي ليس بواجبٍ عقلاً، ولا ممتنعٍ قياساً، وقد جاءت بكونه منهم ـ عليهم السلام ـ الأخبار على التظاهر والانتشار، فقطعت عليه من جهة السمع. قال: ومعي في هذا الباب جمهور أهل الإمامة، وبنو نوبخت تخالف، وكثير من الإمامية يوجبونه عقلاً كما يوجبونه للأنبياء... وأصحاب الحديث تجوزه لكل صالحٍ من أهل التقى والإيمان) (1).

القول في مسألة أفضلية الإمام علي ـ عليه السلام ـ
ذكر الشيخ المفيد في هذه المسألة اختلاف الشيعة أوّلاً، فنقل عن الجارودية القول بتفضيل الإمام علي عليه السلام على كافة الصحابة، ولكنهم قطعوا بفضل سائر الأنبياء ـ عليهم السلام ـ على الإمام ـ عليه السلام ـ.
وانتقل إلى ذكر الاختلاف بين الإمامية في هذه المسألة وأحصى منها أقوالاً أربعة هي:
الأول: قول كثير من متعلميهم: إنّ الأنبياء ـ عليهم السلام ـ أفضل منه عليه السلام على القطع والثبات.
الثاني: قول جمهور من أهل الآثار والنقل والفقه بالروايات وطبقة من المتكلمين وأصحاب الحجاج، وهو: إنه عليه السلام أفضل من كافة البشر سوى رسول الله محمّد بن عبداللـه صلى الله عليه وآله فإنه أفضل منه. وسيذكر الأدلة عليه.
الثالث: قول فريق بالتردد في أنّه أفضل ممن سلف من الأنبياء، أم أنّه كان مساوياً لهم، أو دونهم فيما يستحق به الثواب ؟ وأما رسول الله صلى الله عليه وآله
________________________________
1 ـ أوائل المقالات: 78 ـ 79.