ـ(45)ـ
لا تتم إلاّ بهم، ولم يكونوا في تلك الحال صوراً مجيبةً، ولا أرواحاً ناطقةً، لكنها كانت صوراً على مثل صورهم في البشرية يدل على ما يكون عليه في المستقبل من الهيئة والنور، والذي جعله عليهم دليلاً على نور الدين بهم، وضياء الحق بحججهم) (1).
وبعد ذلك ينقل الرواية التي تنص على أنّ أسماءهم كانت مكتوبةً على العرش، وأن آدم عليه السلام لما تاب إلى الله تعالى وناجاه بقبول توبته سأله بحقهم عليه ومحلهم عنده، فأجابه إلى ذلك (2).
قال الشيخ معقباً عليها: (وهذا غير منكرٍ في العقول، ولا مضاد للشرع المنقول، ولو رواه الثقاة المأمونون وسلم لروايته طائفة الحق فلا طريق إلى إنكاره) (3).
القول في الإيحاء إلى الأئمة وظهور الأعلام عليهم والمعجزات:
قال الشيخ المفيد في هذه المسألة: (إنّ العقل لا يمنع من نزول الوحي إليهم وإن كانوا أئمة غير أنبياء، فقد قال تعالى: [وأوحينا إلى أم موسى أنّ أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم](4).
فعرفت صحة ذلك بالوحي وعملت به، ولم تكن نبياً ولا رسولاً ولا إماماً ولكنها كانت من عباد الله الصالحين) (5).
كما أنّ العقل لم يمنع من بعثة نبي بعد نبينا ونسخ شرعه، وإنما منع ذلك الإجماع والعلم بأنه خلاف دين النبي محمّد صلى الله عليه وآله من جهة اليقين وما يقارب الاضطرار. ثم نقل إجماع الإمامية على ذلك قائلاً: (والإمامية جميعاً على ما ذكرت ليس بينها على ما وصفت خلاف).
___________________________
1 ـ المسائل السروية: 210.
2 ـ المسائل السروية 212.
3 ـ المسائل السروية 212.
4 ـ القصص:7.
5ـ أوائل المقالات: 78 ـ 79.