ـ(47)ـ
فكان أفضل منه من غير ارتياب.
الرابع: قول فريق آخر: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام أفضل البشر، سوى أولي العزم من الرسل، فإنهم أفضل منه عند الله تعالى.
وبعد أنّ نقل الشيخ المفيد هذه الآراء والأقوال (1) أورد استدلال القائلين بأفضلية الإمام علي عليه السلام على سائر البشر، سوى نبي الهدى محمّد صلى الله عليه وآله ، فإنه أفضل منه، وعلى الوجه الآتي(2):
1 ـ إنه قد ثبت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من كافة البشر بدلائل لا حصر لها. وهذه مسلمة عند الكل، ومنها: قولـه صلى الله عليه وآله : "أنا سيد ولد آدم ولا فخر".
وقد ذكر: أنّ أصحاب هذا القول استندوا إلى ذلك، وبما قام عليه البرهان في حديث المباهلة من أنّه صلى الله عليه وآله لما دعا نصارى نجران إلى المباهلة ليوضح عن حقه ويبرهن عن ثبوت نبوته فجعل علياً عليه السلام عدلاً لـه ، وبأنه كنفسه، وشهد وأكد ذلك مخبراً عن ربه تعالى: [فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين](3).
فدعا الحسن والحسين للمباهلة فكانا ابنيه في ظاهر اللفظ، ودعا فاطمة عليها السلام وكانت المعبر عنها بنسائه، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام وكان المحكوم لـه بأنه نفسه... قالوا: وقد علمنا أنّه أراد بالنفس إفادة العدل والمثل، ومن يحل منه في العز والإكرام، والمودة والصيانة، والإيثار والإعظام محل ذاته عند الله تعالى. ولو لم يدل دليل من خارجٍ على أنّ النبي ـ صلى الله عليه وآله
ـ أفضل لقضى هذا الاعتبار
__________________________________________
1 ـ رسالة في تفضيل عليّ عليه السلام ضمن عدة رسائل: 200 ـ 201.
2 ـ رسالة في تفضيل عليّ عليه السلام ضمن عدة رسائل: 200 ـ 201.
3 ـ آل عمران: 61.